نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 339
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . وفي عهد بني أمية كان القصاصون يذكرون عليا وولده بما يطفئ نورهم ويكتم فضلهم . وذلك كله لحساب الحزب الحاكم . وروى عن غضيف بن الحرث قال : بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال : قد جمعنا الناس على أمرين . قلت : وما هما ؟ قال : رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقص بعد الصبح والعصر [1] . وعلى هذا الدرب اخترعت أحاديث . وتم الخلط بين الحقيقة والخيال . روى ابن عساكر عن يزيد بن هارون قال : سمعت شعبة يقول : أبو هريرة كان يدلس . أي يروي ما سمعه من كعب وما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يميز هذا من هذا [2] ، ولم يقف الأمر عند أبي هريرة . بل تعداه إلى من سمع منه ، روى الإمام مسلم عن بشر بن سعيد أنه قال : لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقول . فاسمع بعضه من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله - وفي رواية - يجعل ما قاله كعب . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب [3] . وسواء كان التدليس من أبي هريرة أم من الذين سمعوا منه . فإن كعب الأحبار هو محور الارتكاز . إن طريق التهوك بعد أن فتح الباب أمام النص واضح ولا غبار عليه . ولقد ذم غير واحد من العلماء أثر القص على الحديث . قال ابن الجوزي : إن بعض البلاء يجري من القصاصين . قيل لواحد منهم : من أين حفظت هذه الأحاديث ؟ قال : والله ما حفظتها ولا أعرفها بل في وقتي قلتها [4] وقال أبو حاتم : كان القصاصون يضعون الحديث في قصصهم ويرونها عن الثقات [5] ، ولم يقف الأمر
[1] رواه أحمد والبزار والطبراني وقال في الفتح الرباني إسناده جيد ( الفتح 194 / 1 ) . [2] ابن عساكر ( البداية والنهاية 409 / 8 ) . [3] مسلم ( البداية والنهاية 109 / 8 ) . [4] الموضوعات / ابن الجوزي 44 / 1 . [5] المجروحين / ابن حبان ( 85 / 1 ) .
339
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 339