نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 338
بها بيضاء نقية . لا تسألوهم عن شئ فيخبرونكم بحق فتكذبونه وبباطل فتصدقونه . والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني " [1] ، إن دخول معترك أهل الكتاب يكون بمعرفة مادتهم أولا ثم وزنها بميزان الإسلام ثم طرحها عليهم لتدمغهم الحجة . ولذلك نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم . أمر زيد بن ثابت بأن يتعلم له كتب اليهود أولا ليكتب له ويقرأ له إذا كتب إليه . وغضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء عمر بكتاب أهل الكتاب . فيه إشارة خاصة ليتذكرها الذهن وتقوم بها الحجة . ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أن هذا سيقع لا محالة قال : " لتهوكون كما تهوكت اليهود والنصارى . لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " [2] . ومعالم التهوك يمكن أن يرصدها الباحث بسهولة ، فالقصص يعتبر أكبر عقبة في سبيل التقدم . لأنه يصرف الناس عن الاشتغال بالعلوم الدينية وما يحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة . وذلك لما له من تأثير قوي في الجماهير . وفي عصر بني أمية راج القص . فمعاوية أمر كعب الأحبار بأن يقص بالشام [3] وبعد كعب جاء وهب بن منبه . قال الذهبي عنه : أبو عبد الله اليماني صاحب القصص . . . ولد في آخر خلافة عثمان . . . كثير النقل من كتب الإسرائيليات . كان يقول : قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء [4] ، ولوهب أيضا تلاميذ . وظل يتجول في بلاد المسلمين يبث فيها خرافاته وأساطيره إلى السنة التي مات فيها وهي سنة 114 ه على أصح الأقوال [5] . والحزب الأموي اعتنى بالقص كي يرفعهم القصاصون في عيون المسلمين نظرا لعدم وجود فضل لهم يرفعهم
[1] رواه أحمد وابن ماجة ( كنز 200 / 1 ) وابن أبي عاصم وحسنه الألباني وقال له طرق ( كتاب السنة 27 / 1 ) . [2] رواه ابن حبان في صحيحه ( كنز العمال 201 / 11 ) . [3] رواه الطبراني ( الإصابة 316 / 3 ) . [4] ميزان الاعتدال 352 / 4 . [5] تاريخ الأدب العربي / بروكلمان 251 / 1 .
338
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 338