نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 321
أصبح في جعبة مروان بن الحكم الذي لعن الرسول أباه وهو في صلبه . قال في الفتح الرباني : فلما كان عهد عثمان . تصرف في فدك بحسب ما رأى فأقطعها لمروان . لأنه تأول أن الذي يختص به النبي صلى الله عليه وسلم يكون للخليفة بعده فوصل بها بعض أقاربه [1] ، إنها التركة التي لغير وارث ومن العجيب أن الحكام فيما بعد كانوا يعتبرون التركة من غير وارث ليستولوا عليها . روي أنه في القرن الثالث الهجري أنشئ ديوان خاص يسمى ديوان المواريث وذلك في عهد الخليفة المعتمد ( 256 - 279 ه ) ، وكان هذا الديوان مجالا واسعا لظلم الناس والإعنات في مواريثهم وأخذ ما لم تجز به السنة [2] . يقول ابن المعتز قرب أواخر القرن الثالث يشكو ما يجري على أصحاب المواريث . وويل لمن مات أبوه موسرا * أليس هذا محكما شهرا وطال في دار البلاء سجنه * وقيل من يدري بأنك ابنه فقال : جيراني ومن يعرفني * فنتفوا سباله حتى فنى واسرفوا في لكمه ودفعه * وانطلقت أكفهم في صفعه ولم يزل في ضيق الحبوس * حتى رمى لهم بالكيس [3] وكان سيف الدولة يأخذ المواريث أخذا رسميا ففي عام ( 333 ه ) عين ابن عبد الملك الرقي قاضيا على حلب فكان هذا القاضي يصادر التركات ويقول : التركة لسيف الدولة . وليس لي إلا أخذ الجعالة وكان كثير من الحكام يحاولون أن يعتبروا التركة من غير وارث ليستولوا عليها [4] ، ونعود إلى حيث ابتدأنا فنقول : إن فاطمة الزهراء كانت مصيبة فيما ادعته . ولم تكن فاطمة في حاجة إلى شهادة وبينة . لأنها بنص الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، معصومة . والآية تناولت جماعة منهم فاطمة بما تواترت الأخبار في ذلك . وهي أيضا بنص الحديث " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد
[1] الفتح الرباني 263 / 21 . [2] الحضارة الإسلامية / آدم متز 217 / 1 . [3] المصدر السابق 217 / 1 . [4] المصدر السابق 218 / 1 .
321
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 321