نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 322
آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل " معصومة . لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذيا له على كل حال . بل إن إقامة الحد عليها إن كان صدر منها فعل يقتضي ذلك أيكون سارا له ومطيعا . ولأنها بعيدة عن كل هذا كان من آذاها فقد آذاه ولا خلاف بين المسلمين في صدقها فيما ادعته . لأن أحدا لا يشك أنها تدعي ما ادعته كاذبة ، وليس بعد : لا تكون كاذبة إلا أن تكون صادقة . ولقد قال البعض عن الفعل الأصح الذي كان يجب أن يكون : قد كان الأجمل أن يمنعهم التكرم مما ارتكبا منها فضلا عن الدين وقال ابن أبي الحديد في تعليقه على هذا القول المفيد : وهذا الكلام لا جواب عنه . ولقد كان التكرم ورعاية حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ عهده يقتضي أن تعوض ابنته بشئ يرضيها . إن لم يستنزل المسلمون عن فدك وتسلم إليها تطييبا لقلبها . وقد يسوغ للإمام أن يفعل ذلك من غير مشاورة المسلمين إذا رأى المصلحة فيه . وقد بعد العهد الآن بيننا وبينهم ولا نعلم حقيقة ما كان وإلى الله ترجع الأمور . 3 - تساؤلات على الطريق : إذا تحدثنا عن الزهراء نجد أنفسنا أمام أسئلة حائرة تبحث لها عن أجوبة . من هذه الأسئلة : هل بايعت فاطمة الزهراء أبا بكر ؟ والإجابة التي نجدها في البخاري وغيره من حديث عائشة عندما أبى أبو بكر أن يعطي فاطمة ما سألت : أن فاطمة غضبت وهجرت أبا بكر فلم تول مهاجرته حتى توفيت . وعند البخاري : أن عليا دفنها ولم يخبر أبو بكر بموتها [1] . وعلى هذه الإجابة نقول : كيف يستقيم موقف الزهراء مع الحديث الصحيح : " من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية " [2] ، وحديث : " من خرج من السلطان شبرا مات