نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 320
بمنع فاطمة عنها إلا ألا يتقوى علي بن أبي طالب بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة . ولهذا اتبعا ذلك بمنع فاطمة وسائر بني هاشم وبني المطلب حقهم في الخمس . فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همته ويتصاغر عند نفسه . ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة . وهكذا ضاعت فدك . وضاع سهم ذي القربى الذي نص عليه كتاب الله روى أبو داوود أن نجدة الحروري حين حج في أيام ابن الزبير . أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى ويقول لمن تراه ؟ قال ابن عباس : لقربى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد كان عمر عرض علينا من ذلك عرضا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه وأبينا أن نقلبه [1] . وترتب على ذلك فيما بعد اختلاف العلماء في الغنائم وكيف توزع [2] ، واختلفوا في الفئ والخمس [3] إلى غير ذلك وجميع هذه الاختلافات أصلها مصادرة الدولة لنحلة الرسول وإرثة وسهم ذي القربى ، وهذه الاختلافات ولدت فيما بعد الاختلاف الأعظم في معرفة أهل البيت . وخصوصا عندما أمر عمر بن الخطاب بعدم رواية الحديث . فعندئذ اختلف عامة المسلمين في أهل البيت . فمن عاكف عليهم هائم بهم ومن معرض عنهم لا يعبأ بأمرهم ومكانتهم من علم القرآن . أو مبغض شانئ لهم . وقد وصاهم النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يرتاب في صحته ودلالته مسلم أن يتعلموا منهم ولا يعلموهم وهم أعلم منهم بكتاب الله . وذكر لهم أنهم لن يغلطوا في تفسيره ولن يخطئوا في فهمه - ولكن الوصايا لم تذاع وفقا للمصلحة العامة . حيث كان العديد من الدوائر يتربص بالإسلام والمسلمين . وإن أردت العجب فلك أن تعجب إذا علمت أن مصير فدك بعد سنوات قليلة من منعها عن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء - قد
[1] سنن أبو داوود ، حديث رقم 2982 . [2] تحفة الأحوازي 223 / 5 . [3] تحفة الأحوازي 383 / 5 .
320
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 320