نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 319
وسلم وهو الذي أنزل عليه قوله تعالى : ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ) [1] ، وقوله : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) ، إلى قوله تعالى : ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) [2] ، والآيات هنا عامة يدخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم وغيره . بدليل أن الآية لم تستثن أحدا . كيف نسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب وصيته ويقول فيها : " لا نورث " . وكيف يبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحكم لغير الأقربين ويكتمه عن الأقربين وهم ورثته . وكيف يظل علي والعباس وفاطمة على كلمة واحدة يكذبون رواية نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ويقولون أنها مختلفة . بينما يزعم عمرو وأبو بكر أن عليا والعباس في قصة الميراث زعما هما كاذبين ظالمين فاجرين . وما رأينا عليا والعباس اعتذرا ولا تنصلا ولا رأينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروا عليه ما حكاه عمر عنهما ونسبه إليهما [3] . إن هذا التضارب فتح الأبواب للقيل والقال . ومما قيل : قيل لرجل من قرية تسمى الحلة بين الكوفة والبصرة : ما تظن قصد أبي بكر وعمر بمنع فاطمة فدك ؟ ما قصدا ؟ قال : أرادا ألا يظهرا لعلي - بعد السقيفة - رقة ولينا وخذلانا ولا يرى عندهما خورا . فأتبعاه القرح بالقرح . وقيل لآخر من بلدة تسمى بليدة في سواد الكوفة : وهل كانت فدك إلا نخيلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير ؟ فقال : ليس الأمر كذلك بل كانت جليلة جدا وكان فيها من النخل ما بالكوفة الآن من النخل . وما قصد أبو بكر وعمر
[1] قال في تحفة الأحوازي : وحتى الاستشكال أن أصل القصة صريح في أن العباس وعليا قد علما بأنه صلى الله عليه وآله قال : لا نورث . فإن كان سمعاه من النبي فكيف يطلبانه من أبي بكر أو في زمنه فكيف يطلبانه بعد ذلك من عمر ( تحفة الأحوازي 235 / 5 ) . [2] سورة النساء 11 - 14 . [3] قال السندي في شرح البخاري : كي يجئ منهما تكذيب أبي بكر فيما روي عن النبي أنه صديق هذه الأمة ( البخاري شرح السندي 16 / 3 ) .
319
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 319