نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 318
فرغ منه . اللهم إلا أن يكونا ظنا أن عمر ينقض قضاء أبو بكر في هذه المسألة . وهذا بعيد لأن عليا والعباس كانا في هذه المسألة يتهمان عمر بممالاة أبي بكر على ذلك . ألا تراه يصرح بأنهما نسباه إلى الكذب والغدر والخيانة فكيف يظنان أنه ينقض قضاء أبي بكر ؟ ! ثم إن قول عمر لعلي والعباس عن أبي بكر : فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا . ثم قال لما ذكر نفسه : فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا . فإذا كانا يزعمان ذلك . فكيف يزعم هذا الزعم مع كونهما يعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا أورث " قال ابن أبي الحديد : إن هذا لمن أعجب العجائب ولولا أن هذا الحديث مذكور في الصحاح المجمع عليها لما أطلت العجب من مضمونه . إذ لو كان غير مذكور في الصحاح لكان بعض ما ذكرناه يطعن في صحته . وإنما الحديث في الصحاح لا ريب في ذلك . وورد أيضا أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أرسلوا عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن . ولقد ذكرنا الرواية في ذلك . . ثم وجدنا عثمان في مجلس عمر بعد ذلك وعمر يقول : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة . قالوا : نعم ، ومن جملة الذين أجابوا عثمان . فكيف يعلم بذلك فيكون مترسلا لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسأله أن يعطيهن الميراث . وروى أيضا أن عمر قال لعلي والعباس : أتعلمون ذلك ؟ قالوا : نعم . فإذا كانا يعلمانه فكيف جاء العباس وفاطمة إلى أبي بكر يطلبان الميراث على ما ذكر . وهل يجوز أن يقال : كان العباس يعلم ذلك ثم يطلب الإرث الذي لا يستحقه ؟ وهل يجوز أن يقال : أن عليا كان يعلم ذلك ويمكن زوجته أن تطلب ما لا تستحقه . خرجت من دارها إلى المسجد ونازعت أبا بكر وكلمته بما كلمته إلا بقوله وإذنه ورأيه [1] . وإذا تم التسليم بأن النبي لا يورث . فكيف نسلم بأن النبي صلى الله عليه