نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 31
واللا هدف ملابس الدعوة والهدف . وبعد أن أعلن الشيطان الخط العريض ، بأنه سيجلس على الصراط المستقيم . ذلك الصراط الذي يوصل الناس إلى ربهم الحق وينتهي بهم إلي سعادتهم في الدنيا والآخرة ، أخبر سبحانه بأنه قال : * ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) * وفي هذا إيضاح للخط العريض . قال المفسرون : عن مجاهد قال * ( من بين أيديهم ) * يعني من حيث يبصرون ، وقيل : من بين أيديهم أي الدنيا [1] . وقيل : أي ما يستقبلهم من الحوادث أيام حياتهم ، من الأمور التي تهواها النفوس ، وتستلذه الطباع . وكل ما يتعلق بالآمال والأماني . فيأتيهم ليخوفهم من الفقر إذا هموا لينفقوا في سبيل الله . أو يخوفهم من ذم الناس أو لومهم إذا أمروا بمعروف أو إذا سلكوا سبيل من سبل الخير وعلى هذا جاء فقه التقوقع والترقيع والانسحاب ، غلافه غلاف الدين ومحتواه لا علاقة له بالدين . والمراد من خلفهم ، قال المفسرون : أي أرغبهم في دنياهم [2] ، وقيل : أي آتيهم من ناحية الأولاد والأعقاب وذلك لأن الإنسان له فيمن يخلفه من أولاد ، آمال وأماني ومخاوف ومكاره . ويخيل للمرء أنه يبقى ببقاء أولاده ، ويسره ما يسرهم ويسوؤه ما يسوؤهم ، فيجمع لهم المال من حلاله وحرامه ، ويفسح لهم الطريق إذا كان ذا جاه وملك ليكونوا امتدادا له بعد وفاته . . وعلى قاعدة الأبناء جاء فقه السلطة الذي يمدح المستقبل لأنه ينتمي إلى حاضر القاضي والجلاد ويمدح الحاضر لأنه ينتمي إلى ماضي القاضي والجلاد إنه عالم * ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) * [3] ، عالم ينظر إلى المستقبل بعيون الماضي وإن كان آباؤهم في الماضي لا يعقلون شيئا ، إنه عالم غلاف فقهه غلاف ديني أما محتواه فهو أقرب إلى المحافظة على الشذوذ .
[1] تفسير ابن كثير : 204 / 2 . [2] تفسير ابن كثير : 204 / 2 . [3] سورة الزخرف : الآية 22 .
31
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 31