نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 30
ثالثا - قطع الطريق على الدعوة : بعد أن مارس قطاع الطرق عملهم للصد عن سبيل الله . انقطع الطريق على الرسل والأنبياء والفطرة وفقا لمنهج الشيطان . نرى أن هذا المنهج قد قطع الطريق على الدعوة ، بمعنى إنه استعمل أدوات يستطيع أن يعرقل بها الطريق أمام السائرين في اتجاه العبادة الحق إلى يوم الوقت المعلوم . وأدوات الشيطان التي استعملها في هذا المجال قام بها المنافقون والذين في قلوبهم مرض وغيرهم من الذين يلبسون ملابس الأديان . أي أنه عمل على ضرب الدعوة من داخلها حتى تسير في اتجاه غير اتجاه العبادة الحق . وهذا المخطط أخبرنا الله تعالى به ، فبعد أن أنظره الله ليوم يبعثون قال لله جل شأنه * ( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) * [1] ، قال المفسرون : لما أنظر إبليس واستوثق بذلك أخذ في المعاندة والتمرد . قال : لأقعدن لعبادك الذين تخلفهم من ذرية هذا على طريق الحق وسبيل النجاة ولأضلنهم عنها لئلا يعبدون ولا يوحدوك [2] وقعود الشيطان على الصراط المستقيم ، كناية عن التزامه والترصد لعابريه ليخرجهم منه . والجلوس على الصراط المستقيم لا يتحقق الغرض منه إلا برمز من رموز هذا الصراط ، بمعنى أنه لكي يصد عن سبيل الله فلا بد من ثقافة يصيد بها الذين يسيرون على الصراط المستقيم . وهذه الثقافة لكي يتحقق الغرض منها لا بد أن يحملها طائفة من السائرين على الصراط المستقيم ، فمعهم يكون الضلال أشد . ويسيرون في الحياة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، بينما هم في الواقع يغوصون في أوحال الذين من قبلهم من الذين غضب الله عليهم ولعنهم . إن قطع الطريق على الدعوة ، يتحقق إذا حملها أصحاب اللا دعوة واللا هدف ، بشرط أن يكون على أصحاب اللا دعوة
[1] سورة الأعراف : الآية 16 - 17 . [2] تفسير ابن كثير : 204 / 2 .
30
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 30