responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 29


الحاضر والحاضر ابنا لشذوذ الماضي ، والجميع يحافظون على سنة الآباء القومية التي أقام الشيطان خيامها ، ورفع عليها قانونه الخالد الشاذ الذي وقف حجر عثرة على امتداد دعوة الأنبياء والرسل . لقد قالوا كما أخبر الله تعالى : ( قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ) * [1] ، و * ( قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ) * [2] ، و * ( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ) * [3] ، وقالوا : * ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) * [4] .
إن زينة المال والأولاد التي أضفى عليها الشيطان زخرفه ليتلقفه الغاوون ، هذه الزينة المزخرفة أقامت جدرا من الأموال واللحوم للصد عن سبيل الله . وهذا الانحراف وغيره ، ما زال حجر عثرة على طريق الدعوة الحق . فالفطرة التي تحمل كليات الدين ، زخرف لصاحبها طريق الانجراف ، وزين لهم الباطل والمعاصي ، فنسوا الله . ومن ينسى الله ينسيه الله نفسه وتنتهي به خطاه إلى الهلاك . إن حامل الفطرة هداه الله إلى السبيل الحق ، وعرفه طريق الحق وطريق الباطل ، وله أن يختار . فمن اختار طريق الباطل ، أضله الله . ومعنى إضلال الله له ، إن الله يقطع عنه الرحمة لانحرافه في الاختيار . ولا يدخل في الرحمة إلا إذا أخذ الخطوة الأولى في اتجاه الاختيار الحق . وجحافل فقه الشيطان ، لا ييأسوا من طرح ثقافات وعقائد من شأنها أن تفسد الدين الفطري ، لأنه على فساد الدين الفطري يترتب عليه فساد القوة الحسية الداخلية للإنسان ، ولا تتعادل فيما بينها . وعلى فساد القوى الحسية ، يكون الإنسان مستعدا لتلقي أي إغواء أو تزيين ، يشبع أي ملكة من ملكات النفس الجائعة . وعلى أعتاب الكثرة من الذئاب الآدمية ، يأتي طغيان هذه الكثرة التي لا تتعظ بموقف ، ولا تتفاعل مع وجدان . ويترتب على طغيانهم ضعف القوة المخالفة ، لذلك كان طريق الدعوة طريقا شاقا على امتداد المسيرة البشرية .



[1] سورة البقرة : الآية 170 .
[2] سورة المائدة : الآية 104 .
[3] سورة يونس : الآية 78 .
[4] سورة الزخرف : الآية 22 .

29

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست