نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 288
وقال : نحن الأمراء وأنتم الوزراء فقال الحباب بن المنذر : لا والله لا نفعل منا أمير ومنهم أمير . فقال أبو بكر : لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء [1] . وارتفعت الأصوات وكثر اللغط ، وتكلم عمر وقال : والله لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم [2] ، فرد عليه الحباب فقال : يا معشر الأنصار أملكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر . فإن أبوا عليكم ما سألتموهم فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور . فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين . أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب أما والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة . فقال عمر : إذا يقتلك الله ، قال الحباب : بل إياك يقتل [3] ، وقال أبو بكر : إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبو عبيدة [4] ، وانتهى الأمر بأن قال عمر : أبسط يدك يا أبا بكر فلا بايعك . فقال أبو بكر : بل أنت يا عمر فأنت أقوى لها مني ففتح عمر يد أبي بكر وقال : إن لك قوتي مع قوتك [5] ، إلى هذا الحد كان الأنصار يصرن على موقفهم حتى قام بشير بن سعيد الخزرجي وكان حاسدا لسعد وقال : يا معشر الأنصار . إلا أن محمدا من قريش وقومه أولى به . وبايع ، فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد عققت عقاق ما أحوجك إلى ما صنعت أنفست على ابن عمك الإمارة [6] ، فلما رأت الأوس ما صنع بشير . قام أسيد بن الحضير - قال صاحب الإصابة : كان أبو بكر لا يقدم عليه أحد من الأنصار . ولما مات أسيد وفى عمر دينه [7] - وقال : قوموا فبايعوا أبا بكر . فقاموا إليه فبايعوه ، فأنكس على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما
[1] البخاري ( الصحيح 291 / 2 ) ك بدء الخلق . [2] الطبري ( تاريخ الأمم 209 / 3 ) . [3] الطبري ( 209 / 3 ) . [4] البخاري كتاب بدء الخلق باب فضل أصحاب النبي ( 291 / 2 ) الطبري ( 209 / 3 ) . [5] الطبري ( 199 / 3 ) . [6] الطبري ( 209 / 3 ) . [7] الإصابة ( 48 / 1 ) .
288
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 288