نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 289
كانوا أجمعوا له من أمرهم [1] . وحدث هرج وكادوا يطؤن سعد بن عبادة . فقال ناس من أصحاب سعد : اتقوا سعد لا تطؤه . فقال عمر : اقتلوه قتله الله [2] . ثم قام على رأسه وقال : لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك . فأخذ سعد بلحية عمر ، فقال عمر : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة [3] ، فقال سعد لعمر : أما والله لو أن بي قوة ما أقوى على النهوض - وكان مريضا - لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يحجزك وأصحابك . أما والله إذا لألحقتك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع . ثم قال : احملوني من هذا المكان . فحملوه فأدخلوه داره . وترك أياما . ثم بعث إليه أن أقبل فبايع . فقال : أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي . وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي . فلا أفعل وأيم الله . لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي . فلما أتى أبو بكر ذلك . قال له عمر : لا تدعه حتى يبايع فقال له بشير بن سعد : أنه قد لج وأبى . وليس بمبايعكم حتى يقتل . وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته فاتركوه فليس تركه بضاركم . إنما هو رجل واحد . فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد . وكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع معهم ولا يحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم [4] ، فلم يزل كذلك حتى خلافة عمر بن الخطاب . فقال لعمر : كان صاحبك أحب إلينا وقد أصبحت والله كارها لجوارك . وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك . وخرج سعد مهاجرا إلى الشام . وفي حوران قتل سعد [5] وقالوا لناس يومئذ : لقد قتله الجن .