نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 251
أصحاب المخططات الحربية . يجيدون تحديد أعدائهم بدقة وبسرعة وبتركيز . وسبب ذلك أن الله جعلهم في ذعر دائم . وقد وصفهم الله في كتابه فقال : ( لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون ) [1] فهم في جزع وفزع وهلع وفي انزعاج دائم من ضرر متوقع . وإنهم لدفع هذا الضرر لو يجدون حصنا يتحصنون به وحرزا يتحرزون به أو مغارات في الجبال أو نفق في الأرض لأسرعوا في ذلك لا يصرفهم عنه شئ . فهذا النمط البشري في فزع من المستقبل ولهذا فهم في حرب مع كل مستقبل . والذين في قلوبهم مرض أو زيغ كانوا يعلمون أن السماء لن تضربهم بعقاب ما دام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم لقوله تعالى : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) [2] ، فالعذاب لا يضربهم ما دام الرسول فيهم . ولا يضربهم العذاب إذا استغفروا لذنوبهم وتابوا وعادوا إلى الرحاب الآمن . فإذا قبض الله تعالى رسوله إليه . فإنهم سيقفون تحت قانون هذه الآية : ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون . . . ) [3] ، ويبقى الاستغفار لمن أراد أن يستقيم . لقد علموا ذلك في العهد النبوي . علموا أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . وسيكون العقاب منهم أقرب . ولكن على يد من سيكون هذا العقاب ؟ لقد كان في ذاكرتهم حدث وحديث . يمكن عليهما رصد حامل العقاب الذي يدخره المستقبل لهم . روى ربعي بن حراش الذي قال فيه الإمام الترمذي : سمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول . لم يكذب ربعي بن حراش في الإسلام كذبة [4] ، روى ربعي عن علي أنه قال : لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين . فقالوا : يا رسول الله . خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين . وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا . فأرددهم
[1] سورة التوبة : الآية 57 . [2] سورة الأنفال : الآية 33 . [3] سورة الزخرف : الآية 41 . [4] الإمام الترمذي ( الجامع 634 / 5 ) .
251
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 251