responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 249


بصورة مطلقة . وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بإراقة دماء واحد من الناس بالإضافة إلى أنه أخذ بالأسباب . إلا أنه أيضا يدب الحياة في جسد التحذير بمعنى أن الناس عندما يعلمون أن فلانا قد استباح النبي صلى الله عليه وسلم دمه أو نفاه . فإن التحذير يكون إعلاما على رأس المحذر منه فيتعامل معه الناس بحرص ولا يملكوه أعناقهم . فالأخذ بالأسباب من ناحية الرسول هو تحذير وحجة في نفس الوقت .
مما سبق يمكن للباحث أن يرى صفحة المجتمع الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم - وعلى هذه الرؤية يمكن القول بأن الصحابة قوم من الناس لهم ما للناس وعليهم ما عليهم . فيهم من يحب الدنيا ويعمل لها . وفيهم من يحب الآخرة ويعمل لها . وفيهم من كان يتلعب بالنصوص ويضرب كتاب الله بعضه ببعض . وفيهم أصحاب الخشوع الخيالي الزائف . ومن هؤلاء شيطان من الشياطين تلون وتشكل وزين وزخرف ثم جاءته ضربة فيما بعد من سيف العمود الرئيسي لدائرة الطهر فأردته قتيلا . ومن هذا كله يمكن أن نلقي بالقبول أن علي بن أبي طالب قد واجه صعوبات جمة وأن طريقه قد وضع عليه العديد من العقبات . ولم تكن العقبات تأتيه من جانب هؤلاء فقط . وإنما جاءته أيضا من الأعراب اتباع كل ناعق . الذين لا يعرفون من دينهم شيئا . وهؤلاء جاء ذكرهم فيما رواه البخاري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا " [1] ، وروى الترمذي والإمام أحمد أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم عندما مروا بسدرة : يا نبي الله اجعل لنا ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها . فقال النبي : " الله أكبر . هذا كما قلت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة . إنكم تركبون سنن من قبلكم [2] ، وقولهم هذا كان في العام الثامن



[1] البخاري ( الصحيح 61 / 4 ) ك الآداب ب ، يكون من الظن .
[2] رواه الترمذي وصححه ( الجامع 475 ( 4 ) وأحمد وابن جرير وابن أبي حاتم ( تفسير ابن كثير 243 / 2 ) وابن أبي عاصم وقال الألباني حديث صحيح ( كتاب السنة 38 / 1 ) والشافعي والبيهقي ( كنز العمال 170 / 11 ) .

249

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست