نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 248
يريدون وإذا أعطوا لا يشبعون فالنبي أمر بقتل المارق يوم إن كان متخشعا في صلاته . وكان يعلم من ربه أن هذا المارق له يوم مؤجل وما فعل النبي هذا إلا من باب الأخذ بالأسباب . بعد أن علم أن الأمة ستختلف وتفترق من بعده . ولقد أخذ صلى الله عليه وسلم بالأسباب فحذر الناس من الإمارة لأنه علم أن الأمة ستسند الأمر إلى غير أهله . وحذر من بني أمية ونفى الحكم بن أبي العاص لما علم من ربه ما يضمروه للدعوة . وبعد أن شاهدهم ينزون على منبره نزو القردة . ويوم فتح مكة . أهدر النبي دم عبد الله بن أبي السرح وأمر بقتله ولو وجد متعلقا بأستار الكعبة . وذلك عندما علم من ربه أن ابن أبي السرح ستجري على يديه فتن تقود إلى فتن حالكة الظلام . فماذا فعلوا مع ابن أبي السرح . لقد فر هذا الرجل إلى أخيه من الرضاعة عثمان بن عفان . وغيبه عثمان عنده حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمئن أهل مكة . فاستأمنه له فصمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طويلا . ثم قال : نعم فلما انصرف عثمان قال النبي لمن حوله : ما صمتت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل : فهلا أومأت إلي يا رسول الله . فقال النبي : إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة أعين [1] ، وبعد وفاة النبي توارى ذو الثدية وابن أبي السرح وبني أمية وبني الحكم وراء أشجار الزينة . يدونون فقههم بعد أن محيت آثار التحذير منهم وذلك عندما منع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواية الحديث . وألغي سهم المؤلفة قلوبهم الذي ضربه الله على ضعاف الإيمان المنافقين وأشباههم ليعرفوا به . لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب رغم علمه بأن الذي يطلب من الله دفعه عن الأمة . واقع لا محالة لأن الله أعلم بالقلوب وأعلم بالطريق الذي ستختاره كل نفس من النفوس . والأخذ بالأسباب رغم هذا العلم . هو في حقيقته تعلق بالله . لأن الله نسب الهداية في كل مكان إلى نفسه
[1] راجع ترجمة ابن أبي السرح ( الإستيعاب 378 / 2 ، الإصابة 309 / 2 ، أسد الغابة 173 / 3 ) .
248
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 248