responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 247


الشياطين . وذلك فيما ذكره ابن كثير أن سعد بن أبي وقاص قال بعد موقعة النهروان " قتل علي بن أبي طالب شيطان الردهة " [1] ، وقال علي بعد الموقعة :
" أخبرني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم ثلاثة أخوة من الجن هذا أكبرهم " [2] ، وظهور الشياطين على هذه الصورة أمر غير مستغرب . فلقد روى الإمام مسلم " إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث " [3] .
وروى مسلم أيضا : " إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا " [4] ، ولما كان ظهور الشياطين حقيقية . ولما كانوا سيحدثون الناس بأحاديث يكذبون فيها على رسول الله . ويقرأون عليهم قرآنا ليشتعل الجدال ويأتي الاختلاف والافتراق . كما في قوله تعالى : ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ) [5] ، ولما كانوا سيظهرون بلباس الخشوع ويصلون وسوف يغتر بخشوعهم الكثير . كان من عدل الله تعالى أنه قطع الطريق عليهم بتحديده تعالى دائرة الطهر التي يجلس فيها الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأهل هذه الدائرة لا يكذبون كما أنهم أعلم الناس بكتاب الله . ولقد فرض الله مودتهم . وأهل هذه الدائرة يتعاملون مع الدنيا على أنها قنطرة إلى الآخرة . ولا يأكلون في الدنيا إلا ما فرضه الله لهم من سهم ذي القربى كما أنهم دخلوا دائرة الأمان وذلك لإخبارهم أنهم سيكونون مع النبي صلى الله عليه وآله عند الحوض ، وسيكونون معه في مكان واحد في الجنة . من هذا كله يمكن القول بأنه يستحيل عليهم أن يكذبوا فأي غنيمة ينالوها إذا كذبوا . أما الشياطين وأتباعهم فالكذب نقطة ارتكاز في نفوسهم . لأنهم



[1] ابن كثير في البداية ( 298 / 7 ) .
[2] رواه أحمد وقال في فتح الباري سنده جيد وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى ورجاله ثقات ( فتح الباري 299 / 12 ) ، وأخرجه الحاكم ( المستدرك 533 / 4 ) .
[3] رواه مسلم ( الصحيح 9 / 1 ط إسطنبول ) .
[4] رواه مسلم ( الصحيح 10 / 1 ط استانبول ) .
[5] سورة الأنعام : الآية 121 .

247

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست