نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 246
الخدري . أن أبا بكر رضي الله عنه . جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله : إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل تخشع حسن الهيئة يصلي . فقال له النبي : اذهب إليه فاقتله . فذهب إليه أبو بكر . فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله . فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : اذهب فاقتله . فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر فكره أن يقتله فرجع فقال : يا رسول الله رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله فقال النبي : يا علي اذهب فاقتله فذهب فلم يره فرجع علي فقال : يا رسول الله إني لم أره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقييهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البرية [1] . وهذا الرجل المتخشع الحسن الهيئة هو ذو الثدية . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى هذا المارق من قبل في المسجد كما في حديث أنس عند أبي يعلى . ويومئذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله ولكن خشوعه غر الشيخين أبو بكر وعمر . كان هذا في المرة الأولى . ثم جاءت الثانية عندما رآه أبو بكر يصلي في بعض الأودية . فأخبر النبي فأمره فورا بقتله . وفي هذا دليل على أن الخاشع محكوم عليه من قبل . ولكن رياء هذا المارق بتخشعه في صلاته غر بشيخين مرة أخرى فكرها قتله وآثرا استحياءه . والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم من ربه أن هذا الخاشع المارق سيكون له فقه خاص به مهمته الصد عن الإسلام بالإسلام وعن الكتاب بالكتاب . ولما كان الأمر متعلقا بالإسلام وكتابه فإن الله تعالى أخبر رسوله أن نهاية هذا المارق ستكون بيد أعلم الناس بالأعلام وكتابه علي بن أبي طالب . ولقد قاتله علي بن أبي طالب فيما بعد وهو بين أتباعه . وعندما قتله أعلن على قواته الحقيقة الكبرى ومفادها أن هذا الرجل لم يكن إلا شيطان من
[1] رواه أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات ( الزوائد 227 / 6 ) وابن كثير في البداية ( 299 / 7 ) .
246
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 246