نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 244
إذا رأوا المصلحة في خلافها . كأنهم كانوا يقيدون نصوصه المطلقة بقيد غير مذكور لفظا ، وكأنهم كانوا يفهمونه من قرائن أحواله . وتقدير ذلك القيد " افعلوا كذا إن رأيتموه مصلحة " [1] ، وهكذا حذر النبي من تأول غير الراسخين في العلم . لأن تأولهم يفتح الأبواب للذين في قلوبهم زيغ . فيدقون أوتاد الفتن ويقيمون خيام الهلاك التي أقيمت من قبل للأمم السابقة . وكما حذر النبي من الرأي والتأويل الذي لا يستند على كتاب الله وسنة رسوله . حذر أيضا من السلوك في طريق الخشوع الزائف . لأن هذا النوع من الخشوع من فضيلة ضرب كتاب الله بعضه ببعض . فأصحاب الخشوع الزائف شربوا من إناء الذين في قلوبهم زيغ . ولأن حركة أصحاب الخشوع الزائف تضيق الطريق أمام أصحاب الخشوع الحق . بتلبيس الأمور على الناس فإن النبي صلى الله عليه وآله عاتب أصحاب هذا الخشوع ووبخهم وذمهم في أكثر من موضع . روى الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله رخص في أمر فتنزه عنه ناس من الناس فبلغ ذلك النبي فغضب ثم قال : ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه . فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية [2] ، وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة فصام حتى بلغ كراع الغميم [3] وصام الناس معه فقيل له : إن الناس قد شق عليهم الصيام وإن الناس ينظرون فيما فعلت . فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون إليه . فأفطر بعضهم وصام بعضهم . فبلغه أن ناسا صاموا فقال : أولئك العصاة [4] ، وروى الإمام أحمد : إن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ الناس . فرفع رجل صوته بالبكاء . فقال النبي : من هذا الذي لبس علينا إن كان صادقا شهر نفسه وإن كان كاذبا محقه الله " [5] ، وروى أحمد أيضا عن ابن الأدرع قال : انطلقت مع
[1] ابن أبي الحديد 807 / 3 . [2] البخاري ك الآداب ( الصحيح 66 / 4 ) مسلم ( الصحيح 90 / 5 ) . [3] موضع بين مكة والمدينة . [4] الترمذي وصححه ( الجامع 80 / 3 ) . [5] أحمد في كتاب الورع ص 79 .
244
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 244