نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 243
الكتاب " [1] ، وفي رواية عند الإمام أحمد قال النبي لبعض أصحابه : " ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض . بهذا أهلك من كان قبلكم " [2] ، وروى الإمام مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : " أيتلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم " [3] ، وروى ابن أبي عاصم أنه قال لهم : " ألهذا خلقتم ؟ أم بهذا أمرتم . لا يضربوا كتاب الله بعضه ببعض . انظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه " [4] ، وروى الدارقطني : إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من باب البيت وهو يريد الحجرة . فسمع قوما يتراجعون بينهم في القرآن . يقولون : ألم يقل الله في آية كذا وكذا . فقال لهم : أبهذا أمرتم . أبهذا عنيتم إنما هلك من قبلكم بأشباه هذا ضربوا كتاب الله بعضه بعضا أمركم الله بأمر فاتبعوه ونهاكم عن شئ فانتهوا [5] . فهل انتهوا ؟ إن التاريخ يقول إن المسيرة شهدت للرأي أعلاما . واتفق على أن الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم . أطبقوا إطباقا واحدا على ترك كثير من النصوص لما رأوا المصلحة في ذلك . كإسقاطهم سهم ذوي القربى وإسقاط سهم المؤلفة قلوبهم . وهذان الأمران يدخلان في باب الدين وفيهما نصوص صريحة . وقد عملوا بآرائهم أمورا لم يكن لها ذكر في الكتاب والسنة . وعملوا بمقتضى ما يغلب في ظنونهم من المصلحة . ولم يقفوا مع موارد النصوص حتى اقتدى بهم الفقهاء من بعد فرجح كثير منهم القياس على النص ، حتى استحالت الشريعة وصار أصحاب القياس أصحاب شريعة جديدة . وأكثر ما يعملون بآرائهم فيما يجري مجرى الولايات والتأمير والتدبير وتقرير قواعد الدولة . وما كانوا ليقفوا مع نصوص الرسول صلى الله عليه وسلم وتدبيراته
[1] مسلم ك العلم ( الصحيح 218 / 16 ) . [2] أحمد عن ابن عمر ( كنز العمال 193 / 1 ) . [3] مسلم ( الصحيح 175 / 1 ) . [4] ابن أبي عاصم . وقال الألباني إسناده حسن وأخرجه أحمد وابن ماجة ( كتاب السنة 177 / 1 ) . [5] الدارقطني وابن عساكر ( كنز العمال 383 / 1 ) .
243
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 243