نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 242
النمط البشري نزل فيه قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) [1] ، وهذه الآية خطاب مع المؤمنين لا مع المنافقين . وفيها أوضح دليل على أن أصحابه المصدقين لدعوته كانوا يعصونه ويخالفون أمره وهذا النمط المتخاذل عاتبهم الله ووبخهم بقوله تعالى : ( لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون ) [2] . كان هذا في ميادين القتال ، وفي داخل المسجد لم يختلف الأمر كثيرا . فالذين أحبوا الدنيا في المعركة أحبوها أيضا والرسول صلى الله عليه وسلم قائم يخطبهم يوم الجمعة . وهذا إن دل على شئ . فإنما يدل على الاستهانة بما هو من أعظم المناسك الدينية . ويكشف أنهم لم يقدروها حق قدرها ولا نزلوها منزلتها . ولقد اتفقت الروايات على أنه ورد المدينة عير معها تجارة وذلك يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فضرب أصحاب التجارة بالطبل والدف لإعلام الناس . فانفض أهل المسجد إليهم وتركوا النبي قائما يخطب وذلك في قوله تعالى : ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ) [3] ، أيستبعد على هذا النمط بعد ذلك أن يصادر الحكمة والبلاغة وأن يترك من هو دون الرسول إذا قام فيهم أو ساقهم إلى ما فيه سعادتهم الحقيقية . ومن دائرة حب الدنيا ننتقل إلى دائرة تفسير النصوص وفيها نرى أن العديد منهم كان يفتح أبواب الرأي والنبي في وسطهم . ولقد حذرهم النبي من هذا . لأن هذا الباب إذا فتح فسيدخل منه أمور لم يرد لها ذكر في الكتاب والسنة . روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصوات رجلين اختلفا في آية . فخرج يعرف في وجهه الغضب وقال : " إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في
[1] سورة التوبة : الآية 38 . [2] سورة التوبة : الآية 42 . [3] البخاري ك البيوع ( الصحيح 2 / 2 ) ابن كثير في التفسير 367 / 4 .
242
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 242