نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 241
الموت . وهم ينظرون إلى ما أعد لهم من أسبابه وأدواته . . . ومن هذا نعلم أن المجتمع كان فيه من يجادل في الحق . وعلى هذا لا يكون من العسير أن يجادل هؤلاء علي بن أبي طالب أو غيره إذا كانوا قد جادلوا الرسول . ويوم أحد شهد القرآن أنهم عصوا أمره صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ، حيث أقامهم على الشعب في الجبل . وهو الموضع الذي خاف أن تكر عليه منه خيل العدو من ورائه . وهم أصحاب عبد الله بن جبير . فإنهم خالفوا أمره وعصوه فيما تقدم به إليهم . وروى أصحاب التفاسير أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم : " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم " ولكنهم رغبوا في الغنيمة عندما شاهدوا النساء يشتدون على الجبل وقد بدت أسواقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن [1] . ففارقوا مركزهم ، حتى دخل الوهن على المسلمين بطريقهم . لأن خالد بن الوليد كر في عصابة من الخيل فدخل من الشعب الذي كانوا يحرسونه فما أحس المسلمون بهم إلا وقد غشوهم بالسيوف من خلفهم فكانت الهزيمة . وذلك قوله تعالى : ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعدما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) [2] ، وعن ابن مسعود قال : ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا . حتى نزل فينا ما نزل يوم أحد [3] . والذين يحبون الدنيا لا يمكن بحال أن يلتقوا مع علي بن أبي طالب على خط واحد له هدف واحد . والذين يحبون الدنيا لم تنته حياتهم . بموت الرسول صلى الله عليه وآله . بل استمر عطاؤهم على خنادق الصد حربا لله ولرسوله في الحياة الدنيا . ولم تكن المعصية يوم أحد فقط . وإنما كانت أيضا في غزوة تبوك . فبعد أن أكد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الأوامر . خذلوه وتركوه . كما بينا من قبل أساليبهم في ضرب القوة العسكرية للدعوة . وهذا
[1] تفسير ابن كثير 414 / 1 . [2] سورة آل عمران : الآية 152 . [3] تفسير ابن كثير 413 / 2 .
241
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 241