نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 240
1 - من معالم الغروب : بينا فيما سبق أن الصحابة قوم من الناس . لهم ما للناس وعليهم ما عليهم . ليس لهم على غيرهم من المسلمين كبير فضل إلا بمشاهدة الرسول ومعاصرته لا غير . بل وربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم . لأنهم شاهدوا الأعلام والمعجزات . ويكفي أن فيهم اثنى عشر رجلا حربا لله ولرسوله في الحياة الدنيا . وإن فيهم أصحاب المسجد الضرار . وفيهم من قال فيهم عمر بن الخطاب عندما استأذنه الزبير في الغزو : ها أنا ممسك بباب هذا الشعب أن يتفرق أصحاب محمد في الناس فيضلوهم . وسنذكر بعض الآيات الكريمة . التي تبين حاله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كيف كانت . وقد بينا ذلك ونحن نتحدث عن دائرة الرجس والذين في قلوبهم مرض لأن هؤلاء هم أصحاب المصلحة في عرقلة الطريق وإضلال الناس . وهؤلاء كان لهم موقف ثابت من الرسول ودعوته على امتداد الزمان . وبما أن علي بن أبي طالب أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أخذ القسط الأكبر من العداء ووضع العراقيل أمام خطاه . ونحن لن نعرف حجم هذه العراقيل . إلا إذا وضعنا أيدينا على طبيعة القوم في عهد النبوة . فتخاذلهم وحبهم للدنيا والرسول في وسطهم . يفسح الطريق لفهم تخاذلهم وحبهم للدنيا عندما جاء دور علي بن أبي طالب . وآيات تخاذلهم في الحروب كثيرة في كتاب الله . فالقرآن يشهد بأنهم التووا عليه صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكرهوا لقاء العدو حتى خيف خذلانهم وذلك قبل أن تتراءى الفئتان . قال تعالى : ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعدما تبين لهم كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ) [1] ، قال المفسرون : المعنى : إن الله تعالى حكم في أمر الأنفال بالحق مع كراهتهم لحكمه . كما أخرجك من بيتك بالمدينة إخراجا يصاحب الحق . والحال أن فريقا من المؤمنين لكارهون لذلك ينازعونك في الحق بعدما تبين لهم إجمالا . والحال إنهم يشبهون جماعة يساقون إلى