نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 238
على المسيرة البشرية . وكيف يجلس الفراعنة في دائرة الفحشاء والمنكر ثم يقال بعد هذا إن الله أمر بذلك ؟ إن البرنامج الذي يأمر بالسوء والفحشاء حذر الله تعالى الجنس البشري منه . وما قال أتباع هذا البرنامج ذلك إلا ليحتموا وراء جدار من الزينة ليغووا الناس ويدعونهم إليه . أما القول الحق في هذه المسائل ما روي عن الإمام الصادق . وقد قيل له : هل فوض الله الأمر للعباد ؟ فقال : إن الله أكرم من أن يفوض إليهم . فقيل له : فأجبر الله العباد على أفعالهم ؟ قال : الله أعدل من أن يجبر عبدا على فعل ثم يعذبه عليه . وروي عنه أنه قال : إن الله عز وجل أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون . وعنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله . ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه . وبيان هذا كله فيما روي عن الإمام الرضا . قال : إن الله عز وجل لم يطع بإكراه . ولم يعص بغلبة ولم يهمل عبادة في ملكه هو المالك لما ملكهم والقادر على ما أقدرهم عليه فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله منها صادا ولا منها مانعا . وإن ائتمروا بمعصية فشاء أن يحول بينهم وبين ذاك فعل ، وإن لم يحل فعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه . ثم قال الإمام الرضا : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه - أي من جادله . لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أين المركز من الدائرة . وأحاط أمته علما بأن اختيار الأمة سيكون حول هذا المركز . ونهى عن إيذاء أهل المركز أو حربهم وأمر بالالتفات حولهم . واختبار الناس بالناس سنة إلهية جارية . قال تعالى : ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ) [1] ، وقال تعالى : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا