نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 237
بما يوافق الكمال الأخروي الحياة الدائمة الحقيقية . وكيف يهمل التكليف هذا . وفي الاهمال إلغاء لآدم وبرنامج آدم ، وفي الالغاء ضياع للسعادة الحقيقية التي لا يصل الإنسان إليها . إلا عندما يكون مؤمنا بالله وكافرا بالطاغوت . وبضياع السعادة الحقيقية يفسد دين الإنسان الفطري ولا تتعادل قواه الحسية الداخلية . وعندما يفسد الدين الفطري يميل الإنسان إلى قوة من القوى ويتبعها . ويؤدي هذا الميل إلى طغيان تلك القوة . ويعلو هبل بل ألف ألف هبل . ولا معنى أيضا للقول بأن الإنسان خلقه الله تعالى كحصاة في الطريق تلهو بها كل قدم . وإن على عباقرة القبائل في كل عصر أن يستخدموه في أي عمل شاءوا كيف ؟ وهل جاءت الأصنام والأوثان إلا من طريق الفراعنة والقياصرة والأكاسرة . أصحاب المقاعد الأولى التي زخرف الشيطان حولها . إن التسليم لفقه الحصى الذي تلهو به كل قدم . يعني إبطال معرفة الحسن من القبيح . ويعطل الثواب والعقاب . وكيف يكون هذا والتكاليف متوجهة إلى العباد من حيث أنهم مختارون في الفعل والترك . ويثاب المكلفون أو يعاقبون بما كسبت أيديهم من خير أو شر اختيارا . والقرآن الكريم أخبر بأن الكفار والمشركين سيعترفون يوم القيامة بأنهم إنما أشركوا واقترفوا المعاصي بسوء اختيارهم واغترارهم بالحياة الدنيا ، إن فقه الحصى وضعه علماء الشذوذ والترفيع ليخدم سياسة الاحتناك لأن من أبوابه دخل الجلادون ليمارسوا واجب الاستكبار الذي دور أوتاده الشيطان . وفقه الحصى والحجارة مهمته تبرير أعمال المنافقين والفساق والمشركين والكفار . ونسي عباقرة هذا الفقه أن الله تعالى عندما تبرأ من المشركين لم يتبرأ سبحانه من خلق ذواتهم أو ألوان بشرتهم . وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم . وتحت سقف التبرير دخل علماء الحجارة من باب القضاء والقدر . ومن هذا الباب قتلوا المقاومة والتصدي للشر عند أكثر الناس : بحجة أن الله أجبر العباد على أفعالهم . أو أن الأنبياء والرسل عليهم السلام قد يريدون لذويهم أن يكونوا على المقاعد الأولى في أممهم . ولكن الله تعالى يريد غير ذلك لأن الناس سواسية كلهم لآدم وآدم من تراب . ولهذا سبق القضاء وجاء الفراعنة والقياصرة . لقد كان هذا الباب من فقه الحصى والحجارة . من أخطر الأبواب
237
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 237