نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 233
فالرجل والصارخ والمنادي الذي جاء ذكره في الروايات عند البخاري ومسلم وأحمد . وهو علي بن أبي طالب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا " [1] ، وذهب صلى الله عليه وسلم يوما إلى القبور . فقال فيما رواه الحسن : السلام عليكم يا أهل القبور . لو تعلمون ما نجاكم منه مما هو كائن بعدكم . ثم قال لأصحابه : هؤلاء خير منكم . إن هؤلاء خرجوا من الدنيا ولم يأكلوا من أجورهم شيئا . وخرجوا وأنا الشهيد عليهم . وإنكم قد أكلتم من أجوركم ولا أدري ما تحدثون من بعدي [2] ، وروى الإمام مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشهداء أحد : هؤلاء أشهد عليهم ، فقال أبو بكر الصديق : ألسنا يا رسول الله إخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعد . فبكى أبو بكر ثم بكى . ثم قال : ائنا لكائنون بعدك [3] . إن الطريق إلى الحوض . هو نفسه الصراط المستقيم . . . الذي يكافح الشيطان وأعوانه من أجل أن يعرقلوا المسيرة البشرية التي خلقها الله لتسير إليه بعبادته سبحانه ، والذين ارتدوا على أدبارهم القهقرى هم في الحقيقة الذي سقطوا في شباك الشيطان . قال تعالى : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ) [4] ، فالارتداد على الأدبار . الرجوع إلى الاستدبار بعد الاستقبال . وهو استعارة أريد بها الترك بعد الأخذ . وتسويل الشيطان لهم . أي زين لهم ما تحرص النفس عليه . وصور القبيح لهم
[1] رواه مسلم ( كنز 408 / 11 ) . [2] رواه ابن المبارك عن الحسن مرسلا ( كنز 179 / 11 ) . [3] موطأ مالك . كتاب الجهاد ص 371 . [4] سورة محمد : الآية 25 .
233
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 233