نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 219
من بيوت الصحابة . وإذا كانت الأحداث ستأتي على رقاب العباد برجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان أنس كما في صحيح مسلم . وبدعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها كما ورد في صحيح البخاري . ثم تنتهي الأحداث بقذف الأمة نحو سنن الأولين فنسير عليها شبرا بشبر وذراعا بذراع . وفي النهاية يكونون غثاءا كغثاء السيل لا قيمة لهم ولا وزن . القاتل فيهم لا يدري فيما قتل والمقتول فيهم لا يدري فيما قتل . إذا كان هذا كله قد دخل من تحت لافتة القيادة فكيف يقال أن الشريعة قد تكلمت في كل شئ عدا القيادة . وكيف يستقيم قول كهذا مع ما رواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله : " وأيم الله ، لقد تركتم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء " [1] . قال البعض : إن الناس أدرى بشؤون دنياهم . وإن اختيارهم للقيادة ينضوي تحت قوله تعالى : ( وأمرهم شورى بينهم ) [2] ، وقول البعض بهذا . لا يحقق أي دفع لدائرة الرجس . فتحت سقف شؤون دنياهم يجلس أيضا المنافقين والذين في قلوبهم مرض . وشؤون دنياهم لا تنسى أنها قابلة للاختراق من جهة الشيطان بفقه التزيين والإغواء . باختصار ستكون المسيرة غير محمودة العواقب . ولهذا لا بد من مرشد لها حدده الله الذي أخذ على نفسه فتح طريق العبادة وهداية الناس إليه . ثم إن القول بأن الأمر كان شورى في اختيار الخليفة . أمر لا يمكن إثباته . وذلك لأن اختيار الخليفة على امتداد المسيرة لم يكن له وجد واحد ولم تتوفر الشورى فيه إلا فيما ندر . وعلى سبيل المثال . فإن يوم السقيفة لم يشهده رجل من بني هاشم بل لم يشهده من المهاجرين عدد لا يتعدى خمسة أفراد على أكثر الروايات وأصحها . ويوم السقيفة كان بحق يوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه . حيث توعد سعد بن عبادة مرشح الأنصار وهتف كما جاء في الصحيح " اقتلوا
[1] رواه ابن ماجة ( كنز 370 / 11 ) وابن أبي عاصم ، وقال الألباني له متابع قوي عند الإمام أحمد ( كتاب السنة 27 / 1 ) . [2] سورة الشورى : الآية 38 .
219
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 219