نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 215
يشير إلى ذلك ويؤيده . بل وصدر الآية أيضا يؤيده قال تعالى : ( وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا . . . ) ، والمعنى : واذكر التثبت فيما ذكرنا لك في هذه الآيات أن شيمة الناس والاستمرار في الفساد والفسوق . واقتداء أخلافهم بأسلافهم في الإعراض عن ذكر الله وعدم الاعتناء بآيات الله . وقد قلنا لك أن ربك أحاط بالناس علما . وعلم أن هذه السنة ستجري بينهم كما كانت تجرى ولم نجعل الشجرة الملعونة في القرآن التي تعرفها بتعريفنا . وما أريناك في المنام من أمرهم . إلا فتنة للناس ، وقد أحطنا بالناس . ( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) ، أي تخوف الناس فما يزيدهم التخويف إلا طغيانا ولا أي طغيان كان . بل طغيانا كبيرا . أي إنهم لا يخافون من تخويفنا حتى ينتهوا عما هم عليه بل يجيبوننا بالطغيان الكبير . فهم يبالغون في طغيانهم ويفرطون في عنادهم مع الحق . وذكر غير واحد من المفسرين أن الله تعالى في هذه الآية يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم . بأن الذي أراه من الأمر وعرفه من الفتن . قد جرت عليه سنة الله فهو سبحانه يمتحن عباده بالمحن والفتن . ويؤيد هذا ما ورد من أحاديث بأن المراد بالرؤيا في الآية . هي رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم في بني أمية . والشجرة شجرتهم . أما القول بأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم . فلا معنى له . لأنه لا ذنب للشجرة . وهل وجودها في أصل الجحيم عقابا للظالمين يستحق اللعن . كيف ؟ والذي سيسوق الظالمين إليها ملائكة لا يعصون الله . ويفعلون ما أمرهم به الله . أما الرؤيا التي أراها الله لرسوله فعن الحسن قال : فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك . . . " [1] ، وروى أبو بكر ابن خيثمة عن سعيد بن المسيب في قوله : " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس " ، قال :
[1] رواه الحاكم وأقره الذهبي ( المستدرك 171 / 3 ) وقال ابن كثير رواه الترمذي عن القاسم بن الفضل وقد وثقه يحيى بن سعيد وغيره ، ورواه ابن جرير والحاكم والبيهقي ( البداية 243 / 6 ) .
215
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 215