نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 214
أبناء الحكم . باختصار حذر من الشجرة الأموية كلها . وقد أراه الله تعالى من أخبار هذه الشجرة الشئ الكثير الأمر الذي جعله صلى الله عليه وسلم لم ير ضاحكا حتى مات صلى الله عليه وسلم . ففي سورة الإسراء . وبعد أن تحدث سبحانه عن الآيات التي يرسلها إلى عباده . وعن ناقة ثمود التي قتلها الجاحدون وبعد أن أخبر سبحانه أنه يرسل بالآيات للتخويف والإنذار . قال تعالى : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) [1] . ولا ندري ما هذه الشجرة الملعونة في القرآن التي جعلها فتنة للناس . ولا يوجد في القرآن شجرة يذكرها الله ثم يلعنها . قالوا : إنها شجرة الزقوم ! التي جاء ذكرها في قوله تعالى : ( أم الشجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين ) [2] ، فالشجرة في الآية وصفت بأنها فتنة . أي عقاب للظالمين . فكيف يقال أن العقاب ملعون والله تعالى لم يلعن الشجرة فلو كانت الشجرة ملعونة لكونها تخرج في أصل الجحيم وسببا من أسباب عذاب الظالمين . لكانت النار ، وكل ما أعد الله فيها للعذاب ملعونة ، وهذا لا يصح لأن الله أعد لها ملائكة للعذاب فقال تعالى : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) [3] ، وقد أثنى الله تعالى على ملائكة النار ، فقال تعالى : ( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) [4] . وبما أن الشجرة جاء ذكرها بين الآيات التي يخوف بها الله عباده . ومنها آية الناقة . فإن الرؤيا والشجرة المشار إليهما في الآية أمران سيظهران على الناس . أو هما ظاهران . يفتتن بهما الناس فيشيع بهما فيهم الفساد . ويتعرف فيهم الطغيان والاستكبار . وذيل الآية : ( ونخوفهم مما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) ،
[1] سورة الإسراء : الآية 60 . [2] سورة الصافات : الآية 62 - 63 . [3] سورة المدثر : الآية 31 . [4] سورة التحريم : الآية 6 .
214
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 214