responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 211


يبين لهم النجاة من هذه الفتن التي تعصف أول ما تعصف بحبل الصحابة . والله تعالى أوجب على نفسه فتح الطريق لعباده وهدايتهم إليه ، ( ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) [1] ، وحذيفة لم يسأل النبي عن الشر مرة واحدة . وإنما كان يحب أن يسأل عنه على فترات كما تدل رواياته .
وفي هذه الروايات يقول النبي عن دعاة الشر " دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها " فيقول حذيفة : يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال : " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " [2] ، ويسأل حذيفة : وما العصمة من ذلك ؟ قال : السيف .
فقلت يا رسول الله : ثم ماذا يكون ؟ قال : إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه . وإلا فمت وأنت عاص بجذل شجرة . قال حذيفة : ثم ماذا ؟ قال النبي : ثم يخرج الدجال [3] ، فهذه الرواية . قال له : " إن كان لله خليفة في الأرض " وفيه أن البحث فريضة . فقد يكون خليفة الله كهارون في عالم السامري " . فعالم السامري كان عالم واسع عريض . ولا يضر هارون أنه يقف على الأرضية الأضيق في أعين الناس . والأرضية الضيقة لها علم وفقه . وقد يكون الصمت فيها دواء . وقد يكون آخر الدواء الكي وهذا أمر يحدده خليفة الله .
إن لكي شئ علم . ألم تر أن الله رفع نبيه عيسى عليه السلام . وكان في الإمكان خسف الأرض . بمن أرادوا قتله . ولكن هذا تم لهدف ومن وراء الهدف حكمة .
منها امتحان الذين آمنوا بعيسى عليه السلام . فعيسى أخبر وصيه وتلاميذه بأنه سيرفع وأخبر القاعدة العريضة أيضا بذلك وقال لهم : إنه حيث يكون فلن يستطيعوا الوصول إليه . ومن المعلوم أن أعداءه لا يستطيعون الوصول إلى السماء . وبعد الرفع جاء الامتحان . كانت الحجة كلمة وصرخة تلميذ . أن الذي على الصليب ليس عيسى . فمن استمع نجا ، ومن صدق ما يشاهده هلك . وهنا تبرز قيمة الوصية والأوصياء . وكلمة الوصي أصدق مما تراه العيون . ولكن الجماهير تركت الوصي والتلاميذ . وانساقوا وراء من يظنون أنه المسيح . ولم



[1] سورة التوبة : الآية 115 .
[2] رواه البخاري ( الصحيح 280 / 2 ) ك بدء الخلق .
[3] رواه أبو داود حديث 4244 .

211

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست