نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 212
يلبث الجور بعد المسيح إلا قليلا . فكلما طلع من الجور شئ ذهب من العدل مثله . حتى ولد في الجور من لا يعرف غيره . وشاء الله أن يجتمع عيسى بن مريم والمهدي المنتظر في عصر واحد . ليخوضا ملاحم الدجال [1] . لقد أمر النبي حذيفة أن يبحث عن الإمام الحق ثم قال : " وإلا فمت وأنت عاص بجذل شجرة . قال : ثم ماذا ؟ قال النبي : ثم يخرج الدجال " ، فهل بشجرة هنا رمزا لمبايعة حق وخصوصا أن الدجال على الأبواب . ولكن أي شجرة هذه التي يتم مبايعتها وما الناس والكلام إلا شجر . وورد عند البخاري بعد أن قال النبي لحذيفة بأن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قال حذيفة : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام . قال النبي . فاعتزل تلك الفرق كلها . ولو أن تعص بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " [2] ، وعدم وجود الجماعة والإمام وارد . فنحن في زماننا نرى ما نرى . فكل شئ غائب عنا . وغدا يأتي الله بأمره فهل هذه الرواية تختص بزماننا هذا . وكما ذكرنا أن أسئلة حذيفة للنبي كانت بين الحين والحين ولم تكن واحدة . إن الفرق كلها أمر النبي باعتزالها . ولكن الاعتزال والوقوف في العراء يكون قريبا من دائرة الموتة الجاهلية لحديث البخاري وغيره " من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية " [3] ، فما بالك بعدم وجود جماعة أصلا والحديث أشار بهذا والنبي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدفع إنسان إلى العراء أو يجعله قريبا من الموتة الجاهلية . لذا نجده في حديث حذيفة يقول بعد أن أمر باعتزال الفرق : " ولو أن تعص بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " فعند الشجرة يمكن أن يأتي الموت ولكن ليس موتا جاهليا . وعلى هذا والله أعلم أن الشجرة رمزا للجماعة ، من فارقها في العصر الذي يقصده الحديث تكون ميتته ميتة الجاهلية . وبين الإمام والجماعة في الحديث خط مستقيم يصل إلى الشجرة . والبحث في أصول الشجرة ، يقتضي منا