responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 196


ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [1] .
وأقام عليهم موسى وهارون الحجة تلو الحجة ، وجاء من بعدهما أنبياء لبني إسرائيل فكذبوا من كذبوا وقتلوا من قتلوا . في نهاية المطاف فاز من بني إسرائيل من فاز ولعن من لعن . والحجة على رأس الجميع يوم القيامة . والأمة الخاتمة ، يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا ، كذلك نجزي القوم المجرمين * ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) [2] .
ولما كان الاستخلاف يخضع لسنة الامتحان الإلهي ، فما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من شئ إلا وحدد جانب الهدى فيه ، وهو يخبر عن ربه جل وعلا . فإذا كان الله هو الذي يجري الامتحان على عباده ، فهو الذي يبين النجاة من كل شئ إلى عباده . قال تعالى لرسوله : ( ليس لك من الأمر شئ ) [3] .
فالضعف والقوة والإخزاء والإغاظة وغير ذلك ليس للنبي فيه ضلع ، والأمر فيه لله .
وقال تعالى لرسوله : ( واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ) [4] .
ومن العجيب أن يقول القوم أن الأمر لهم في تنصيب ما يشاؤون ، ومع اختيارهم ، ولأن الأمر لهم ركب على أعناق الأمة أغيلمة قريش الذين مهدوا للسفهاء وأولاد الزنا أصحاب أطروحات الاغواء والتزيين والاحتناك .
ومن الأعجب ، إن الله تعالى يقول لرسوله : ( استقم كما أمرت ) ، وهم لا



[1] سورة الأعراف : الآية 129 .
[2] سورة يونس : الآية 13 و 14 .
[3] سورة آل عمران : الآية 128 .
[4] سورة الشورى : الآية 15 .

196

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست