نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 195
خامسا - النور بين التحذير والتبشير في بداية الطريق غرس الله تعالى في الإنسان ما يهديه سلوك الصراط المستقيم . وبعث سبحانه الأنبياء والرسل كي يسوقوا الناس نحو ربهم بعيدا على الأشواك وخيام الشذوذ التي أقامها الشيطان وأولياؤه . فالدين الذي يأتي به رسل الله عليهم السلام هو الطريقة الوحيدة التي تؤمن صلاح الدنيا بما يوافق الكمال الأخروي والحياة الدائمة الحقيقية . ومن رفض الدين فقد أعرض عن الذكر والعبادة التي من أجلها خلق الله الإنسان . وعلى هذا يدخل بأقدامه في دائرة الضنك حيث ضيق المعيشة في الدنيا ثم في دائرة العمى يوم القيامة . والله تعالى لا يظلم الناس . والعذاب الذي يرونه في الدنيا وسيرونه في الآخرة هو نتيجة طبيعية لأعمالهم . . ومنذ فجر التاريخ تأتي الأمم وتجرى عليها سنة الابتلاء والامتحان . تلك السنة الإلهية التي لا يستثنى منها المؤمن والكافر والمحسن والمسئ . وتحت هذه السنة يمتحن الله تعالى البشر . بكل جزء من أجزاء العالم وكل حالة من حالاته التي لها صلة بالإنسان ليعلم سبحانه كيف وإلى أين سيوجه الإنسان إرادته واختياره . ومن هو المحسن ومن هو المسئ ، ومن الصابر ومن القانط إلى غير ذلك ، وما من امتحان يفتح إلا وفيه حجة من الله ترشد إلى طريق الحق لأن الله تعالى أوجب على نفسه فتح الطريق لعباده وهدايتهم إليه . وبني إسرائيل أمة من الأمم التي اختبرها الله تعالى وفي البداية قال لهم موسى عليه السلام كما أخبر تعالى : ( قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم
195
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 195