نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 197
يطيقون أن يقال لهم اتقوا الله . وجمعوا فريقا من الناس وقالوا : هؤلاء رمزا للاستقامة والعدالة ، وإذا أخطأ فله أجر وإذا أصاب فله أجران ، وإذا قتل فهو والقتيل تحت عنوان : سيدنا قتل سيدنا من أجل سيدنا رضي الله عنهم أجمعين . وهذا الخلط أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقيم الحجة بعد أن أقام القرآن حجته على أن الجميع - سيدنا وغير سيدنا - يخضع للسنة الإلهية للابتلاء والامتحان ، وتحت هذه السنة لا ينبغي للناس أن يزكوا أنفسهم لأن الله أعلم بالمتقين . 1 - النبي يحذر من أصول الفتن : في غدير خم وعلى امتداد الرحلة أقام النبي صلى الله عليه وسلم الحجة على قريش ومن والاهم وعلى سكان العاصمة الإسلامية أن القيادة محصورة في دائرة لا تأكل الصدقة . ولهذه الدائرة ذروة كما لكل شئ ذروة ، وعندما يحث النبي على شئ ويبالغ في الحث عليه إشارة إلى أن المحذر منه سيقع . والنبي كان يعلم من ربه أن الأمة مختلفة من بعده ولأن الاختلاف واقع لا محالة فبث الحجة بطرق مختلفة ضرورة والله لا يظلم الناس . في البداية خلق سبحانه آدم للخلافة في الأرض ، وقبل أن يخلقه قال لملائكته : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) [1] . لم يقل في الجنة وإنما في الأرض ، وبعد خلق آدم نهاه الله عن شجرة وحذره من شيطان . وانطلق آدم وزوجه عليهما السلام في الجنة باختيارهما . لم يدفعا للهبوط إلى الأرض لممارسة واجب الخلافة . لأن الله لا يظلم أحدا . وهو سبحانه قادر على خلقهما ودفعهما نحو الأرض . ولكن لكل شئ هدف ومن وراء الهدف حكمة . فلو حدث هذا ما ظهر النفاق الشيطاني وبرنامجه ، وما ظهرت دائرة العزم والاختيار عند الإنسان . وآدم وزوجه عليهما السلام كانا منذ