نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 191
وسلم . لأنالن منه قال : فرجعت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فقلت عنه . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقولن هذا لعلي . فإن عليا وليكم بعدي " [1] . ولكي يكتمل تصور ( هو وليكم بعدي ) ويرسخ في الأذهان . تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم آية من سورة المائدة آخر سور القرآن نزولا . وكانت الآية في علي بن أبي طالب . قال تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) [2] . قال المفسرون : اشتمل قوله تعالى من السياق . على ما يدل على وحدة ما في معنى الولاية المذكورة فيه . حيث تضمن العد في قوله : ( الله ورسوله والذين آمنوا ) ، وأسند الجميع إلى قوله " وليكم " وظاهره كون الولاية في الجميع بمعنى واحد . ويؤيد ذلك أيضا قوله في الآية التالية : ( فإن حزب الله هم الغالبون ) ، حيث يشعر أو يدل على كون المتولين جميعا حزبا لله . لكونهم تحت ولايته . فولاية الرسول والذين آمنوا . إنما هي من سنخ ولاية الله . . ولو كانت الولاية المنسوبة إلى الله في الآية . غير المنسوبة إلى الذين آمنوا . كان الأنسب أن تفرد ولاية أخرى للمؤمنين بالذكر . رفعا للالتباس . كما وقع في نظيرها قال تعالى : ( . . قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ) [3] ، فكرر لفظ الإيمان . لما كان في كل من الموضعين . لمعنى غير الآخر . على أن لفظ ( وليكم ) أتى به مفردا وقد نسب إلى الذين آمنوا وهو جمع . وقد وجهه المفسرون بكونه الولاية . ذات معنى واحد ، هو لله سبحانه على الإصابة ولغيره بالتبع . . . والروايات تدل على أن الآيتين نازلتان في علي بن أبي طالب . فقوله تعالى : ( والذين آمنوا ) ، إطلاق للجمع وإرادة للواحد . وقد كثر
[1] رواه أبو يعلى ( البداية 346 / 7 ) . [2] سورة المائدة : الآية 56 . [3] سورة التوبة : الآية 61 .
191
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 191