نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 181
وأفتك من اليهود وسائر أهل الكتاب . فهؤلاء لم يمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن تبليغهم أو أخره . وإنما تعامل معهم على امتداد الرحلة بالذي تظهره كتب التفسير والحديث والتاريخ . وهؤلاء قد يأتي منهم خطر . ولكن هذا الخطر لا يأتي إلا بعد أن يتآكل الأساس . وتآكل الأساس مهمة المنافقين والذين في قلوبهم مرض - في المقام الأول - لقد رد ابن كثير على القول بأن الآية مكية فقال في تفسيره : إن هذه الآية مدينة . بل هي من أواخر ما نزل بها [1] . وقول ابن كثير بأن الآية أخر ما نزل . قد يفتح الأبواب على سؤال هو ، ما هو الحكم الذي أنزل الله في آخر آية نزلت على رسوله وقال له : ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) إن القول بأن هذا الحكم يتعلق بالطهارة والغسل والتكفين . قول لا يلتفت إليه . وعلى أي حال . فهناك نبذة من الأخبار تدل على نزول هذه الآية في حق علي بن أبي طالب يوم غدير خم . وقبل أن نقدم أحداث يوم الغدير . حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أئمة الحفاظ عن جمع من الصحابة " من كنت مولاه فعلي مولاه " نلقي الضوء على الحديث ورواته . قال ابن كثير في البداية : لما تفرغ النبي من بيان المناسك ورجع إلى المدينة . خطب خطبة عظيمة الشأن في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة . بغدير خم تحت شجرة هناك . فبين فيها أشياء . وذكر في فضل علي بن أبي طالب وأمانته وعدله وقربه إليه . وأزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه . وقد اعتنى بأمر حديث غدير خم أبو جعفر الطبري فجمع فيه مجلدين وأورد فيها طرقه وألفاظه . وكذلك الحفاظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة [2] . وقال الإمام أحمد بن حنبل : حديث من كنت مولاه . سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا . شهدوا به لعلي بن أبي طالب عندما
[1] تفسير ابن كثير 79 / 2 . [2] البداية والنهاية 408 / 5 .
181
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 181