نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 179
نفسه . وكيف يخاف على نفسه وهو الذي بلغ عن ربه . ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا لله ) [1] ، كيف وهو الذي بلغ قوله تعالى : ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) [2] ، كيف ؟ وهو الذي تلى قوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) [3] ، إن النبي لم يخف على نفسه . وإنما يخاف أن يتهموا الدعوة اتهاما يفسدها ويترتب على ذلك اختلافها واخترامها ، وقد علم من ربه أن هذا سيحدث . ولذا فهو صلى الله عليه وسلم يأخذ بأسباب النجاة ليقيم الحجة . فهو يخاف على الدعوة وعلى الذين قدر لهم أن يعيشوا في زمانه ، يرى فيه الإنسان الخير والشر فلا يدري أيهما يركب . ولله في عباده شؤون . قال المفسرون : قوله : " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " تفيد التهديد بظاهرها . وإعلامه صلى الله عليه وسلم وإعلام غيره ما لهذا الحكم من الأهمية . فالكلام في صورة التهديد . لبيان أهمية الحكم . بحيث أن هذا الحكم لو لم يصل إلى الناس . ولم يرع حقه . كان كأن لم يرع حق شئ من أجزاء الدين . والتهديد كما في ظاهر الآية . لا يعني أن القرآن يذكر في حق النبي احتمال أن يبلغ الحكم أو لا يبلغ . حاشا ساحة النبي صلى الله عليه وآله من ذلك . فالله تعالى يقول : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [4] . فإذا كانت سورة المائدة آخر سور القرآن نزولا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فما هو هذا الحكم النازل ؟ إذا كان يختص بالوضوء والصلاة . فالناس قد توضأوا وصلوا . وإذا كان يختص بصيام رمضان وإيتاء الزكاة . فالناس صاموا من قبل وزكوا . وإذا كان يختص بتعليم الناس مناسك الحج . فالرسول قد فرغ من حجة الوداع وأخذ الناس عنه مناسكهم والجميع تحت مظلة لا إله إلا الله
[1] سورة الأحزاب : الآية 39 . [2] سورة آل عمران : الآية 175 . [3] سورة آل عمران : الآية 173 . [4] سورة الأنعام : الآية 124 .
179
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 179