نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 178
الطلاق . ثم طلقها زيد بعد ذلك وتزوجها النبي . يقول تعالى : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) [1] ، أي : لم قلت أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك ؟ إن النبي قال هذا خوفا من المنافقين والذين في قلوبهم مرض . ولقد أخفى في نفسه ما أخفاه استشعارا منه أنه لو أظهره . عابه الناس وطعن فيه تيار الذين في قلوبهم مرض . فيؤثر ذلك أثرا سيئا في إيمان العامة وحركة الدعوة . والنبي صلى الله عليه وسلم لم تكن خشيته للناس خشية على نفسه . بل كانت خشية في الله . وهذا الخوف ليس خوفا مذموما لأن الخوف في الله هو في الحقيقة خوف من الله تعالى . ومن المعلوم أن الله تعالى . فرض للنبي أن يتزوج زينب زوج زيد . ليرتفع بذلك الحرج من المؤمنين في التزويج بأزواج الأدعياء . ألم يكن هذا الخوف على أرضية الصحابة ؟ نعم كان على أرضيتهم لأن كل من سمع من النبي أو رآه فهو صحابي . فالنبي خاف من بعضهم على الدعوة . فإذا كان قد خاف منهم في موقف كهذا . فكيف بموقف يترتب عليه قيادة هم من صاحبها في غليان ؟ لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في بشر فيهم الصالح والطالح والمحسن والمسئ . والنبي صلى الله عليه وسلم كان ينتظر الوقت المناسب الذي يعلن فيه ولاية علي بن أبي طالب أمام قريش ومن حولهم في المقام الأول لأنهم خميرة الاختلاف وطلب الملك . . وفي أثناء ذلك نزل قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) [2] . فالآية تكشف عن أمر قد أنزل على النبي . وكان النبي يخاف الناس من تبليغه ويؤخره إلى حين يناسبه . ولولا مخافته . لم يحتاج إلى تهديده بقوله : " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " ، النبي كان يخاف ولكن لم تكن مخافته على
[1] سورة الأحزاب : الآية 37 . [2] سورة المائدة : الآية 67 .
178
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 178