نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 177
تجاحفت قريش على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه " [1] ، فهو في حجة الوداع كان يعلم أن قريشا ستدفع لتشتري الدين من الناس . أليس هذا في حاجة إلى إقامة حجة دافعة عليها ؟ وفي رواية : " خذوا العطاء ما دام عطاء ، فإذا كان إنما هو رشا فاتركوه . ولا أراكم تفعلون . يحملكم على ذلك الفقر والحاجة . ألا إن رحى بني مرج قد دارت . وإن رحى الإسلام دائرة . وإن الكتاب والسلطان سيفترقان . فدوروا مع الكتاب حيث دار . وستكون عليكم أئمة أن أطعتموهم أضلوكم . وإن عصيتموهم قتلوكم . قالوا : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال . كونوا كأصحاب عيسى نصبوا على الخشب ونشروا بالمناشير . موت في طاعة . خير من حياة في معصية [2] ، قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبو داوود : معنى حديث ترك أخذ العطاء . إذا رأيت قريش تخاصموا على الملك . وتقاتلوا عليه . وقال كل واحد منهم : أنا أحق بالملك أو الخلافة منك . وتنازعوا في ذلك وأصبح هذا العطاء عن دين أحدكم ، أي يعطوه لكم عوضا عن دينكم . فاتركوا أخذه " [3] . باختصار الحديث عن القيادة لا يكون تفصيله إلا على أرضية قريش . فإذا كان علي ولي كل مؤمن بعد رسول الله . فلا بد أن يعلن هذا أولا عند الأعقاب التي ستتصارع على الملك ليكون في ذلك حجة عليها . ومن أراد أن يفهم هذا المعنى عليه أولا أن يسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم من البشر وليسوا من الملائكة . وهذا القوم كان النبي يتعامل معه وفقا لمصلحة الإسلام وكان لا يخاف إلا على الدعوة . ومن الدليل على ذلك . أن زيد بن حارثة كان عبدا للنبي صلى الله عليه وسلم . ثم حرره واتخذه ابنا له . وكان تحته زينب بنت جحش بنت عمة النبي . وكان النبي يعلم من ربه أن زينب ستكون من أزواجه . فجاء زيد إليه واستشاره في طلاقها . فنهاه النبي عن
[1] رواه أبو داود حديث 2958 . [2] رواه الطبراني عن معاذ ، وابن عساكر عن ابن مسعود ( كنز العمال 216 / 1 ) . [3] عون المعبود 173 / 8 .
177
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 177