نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 176
بأعينهم . وقال كما في الحديث الصحيح : " أيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي " ، كما مر من قبل . والأمور التي تتعلق بالقيادة بعد حجة الوداع تقام الحجة فيها على ساحة القيادة أولا . وهذه المساحة هي رؤوس قريش بالمدينة . وذلك لأن قريشا هي النواة التي تدور حولها المساحة الواسعة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم " [1] ، وفي رواية : " صالحهم تبع لصالحهم وشرارهم تبع لشرارهم " [2] ، فقريش بذور منها شجر . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء مع من أحب " [3] . والنبي في طريقه من حجة الوداع . كان على علم تام من ربه . مما سيحدث لأمته من بعده . كان يعلم أن في أمته من سيستمتع كما استمتع الذين من قبلهم وسيخوض كما خاضوا . وسيترتب على ذلك الحبط والخسران والبغي والافتراق ، وكان يعلم أن مقدمة هذا كله ستكون من دائرة قريش وليس من الدائرة الواسعة ، لذا نراه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وجه إشاعات من الضوء على سبيل الخير ليهرع الناس إليه ، فأوصى بالكتاب والعترة ، وأعلن أن عليا منه وهو منه ولا يؤدي عنه إلا هو أو علي . وهذا الاعلان . هو نفس الاعلان يوم سورة براءة في العام التاسع الهجري . وبعد أن سلط الضوء على سبيل الخير . سلطه على الجانب الآخر كي يحذر الناس من مقدمات الوقوع قبل الوقوع . ثم بين كيفية النهوض بعد الوقوع . كما سنبين فيما بعد . ومن أشعة الضوء على الجانب الآخر من قريش . عن أبي مطير قال : أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يعظ الناس ويأمرهم وينهاهم فقال : أيها الناس خذوا العطاء ما كان عطاء . فإذا
[1] رواه البخاري عن ابن عمر ك بدء الخلق ب ، مناقب قريش ( الصحيح 264 / 2 ) وابن أبي عاصم عن أبي هريرة ( كتاب السنة 534 / 2 ) . [2] رواه أحمد عن علي وقال الهيثمي رجاله ثقات ( الفتح الرباني 226 / 24 ) . [3] رواه البخاري ك الآداب ( الصحيح 77 / 4 ) وصححه الترمذي ( الجامع 596 / 4 ) .
176
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 176