نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 175
المعنى . قال المفسرون : أي لا موجب للخشية بعد يأس الذين كنتم في معرض الخطر من قبلهم . فأنتم في مأمن من ناحية الكفار . ولا ينبغي لكم مع ذلك الخشية منهم على دينكم . فلا تخشوهم واخشوني . فالدين مصون من الخطر المتوجه من قبلهم . وإنه لا يتسرب إليه شئ من طوارق الفساد والهلاك إلا من قبل المسلمين أنفسهم . وإن ذلك إنما يكون بكفرهم بهذه النعمة التامة . ورفضهم هذا الدين الكامل المرضي . ويومئذ يسلبهم الله نعمته ويغيرها إلى النقمة ويذيقهم لباس الجوع والخوف . ومن أراد الوقوف على مبلغ صدق هذه الآية من قوله : ( فلا تخشوهم واخشون ) ، فعليه أن يتأمل فيما استقر عليه حال العالم الإسلامي اليوم . ثم يرجع القهقرى بتحليل الحوادث التاريخية حتى يحصل على أصول القضايا وأعراقها . لقد يأس الكفار عندما أيقنوا أن الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم خرج عن مرحلة القيام بالحامل الشخصي . إلى مرحلة القيام بالحامل النوعي . والحامل الشخصي عمود فقري للحامل النوعي . ولقد ضربهم اليأس عندما علموا أن الدين خرج من صفة الظهور والحدوث . إلى صفة البقاء والدوام . وصفة الظهور والحدوث رحى تدور عليها صفة البقاء والدوام . وفي عالم اليأس قرقعت أنياب الحيتان . وسرى صوتها ليلا في الوادي الواسع العريض . ثانيا - يوم غدير خم : بعد حجة الوداع عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هو ومن معه . وكان قد أحث يوم الحج على التمسك بالكتاب والعترة وحذر الأمة من الاختلاف والافتراق وقتل بعضهم بعضا . وفي هذا الحج أخذ الناس عنه صلى الله عليه وسلم مناسكهم . وما أعلنه الرسول وما حث الناس عليه ، كان على مستوى المساحة الواسعة للأمة . وهذه المساحة تختلف عن المساحة الأم . بمعنى أن الأمور التي تتعلق بالقيادة لا تعلن إلا في دائرة مساحة القيادة . لذا نراه صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة عندما نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) لم يأت بأفراد المساحة الواسعة وإنما تحدث أمام ناس
175
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 175