responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 174


تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) [1] ، علمنا أن الكفار قد يأسوا في اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم فيه نعمته . فماذا كان يريد الكفار قبل أن يضربهم اليأس ؟ لقد كان الدين هو المبغوض عند دوائر الصد من سبيل الله . فالشيطان منذ اليوم الأول وضع في برنامجه عرقلة الصراط المستقيم . وعلى امتداد التاريخ سارت جحافل الليل نحو هذه الغاية . فحاولوا في الرسالة الخاتمة هدم البنيان الرفيع من أسر بتفنين المؤمنين . وبث النفاق في جماعتهم وإلقاء الخرافات بينهم لإفساد دينهم . في بداية الأمر صدوا بالمال والجاه والجلد بالسياط والطرد من الأوطان . ثم طوروا الصد إلى محاولة قتل النبي . لقد كانوا يرون أنه ملك في صورة النبوة . وسلطنة في لباس الدعوة والرسالة . ولقد كان موته آخر ما يرجونه في زوال الدين وموت الدعوة . وذلك لأنه لا عقب له . ومن لا عقب له في قانونهم إذا مات أو قتل انقطع أثره ومات ذكره وذكر دينه . على ما هو المشهود عادة من حال السلاطين والجبابرة . فهؤلاء مما بلغ أمرهم . فإن ذكرهم يموت بموتهم وقوانينهم تدفن معهم في قبورهم . ولذلك كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دعوه ، فإنه رجل أبتر لا عقب له فإذا هلك انقطع ذكره فأنزل الله تعالى : ( إن شانئك هو الأبتر ) [2] .
فإذا كانت ثقافة الكفر تنطلق من هذا المفهوم . فكيف يكون الحال إذا بلغهم قول النبي " علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " ، أو تحديد النبي لدائرة الطهر التي لا تفارق القرآن ولا يفارقها . ألا يكون اليأس لهم عنوانا على امتداد التاريخ الإنساني . وذلك لأن الصراط المستقيم أصبح له من يسوق الناس إليه بعد وفاة الرسول . ثم أليس إغلاق الباب في وجوههم إكمالا للدين وإتماما للنعمة وإقامة للحجة . لينظر الله كيف تعمل الأمة الخاتمة تحت قانون سنة الابتلاء الجارية . فقوله تعالى : ( فلا تخشوهم واخشون ) ، يفيد هذا



[1] سورة المائدة الآية 3 ، نزول الآية يوم عرفة رواه أحمد والشيخان والترمذي ( الفتح الرباني 126 / 18 ) .
[2] سورة الكوثر : آية 3 .

174

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست