نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 173
جابر بن عبد الله . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " [1] ، إن هذا الاعلان لا يحتاج إلى جدل طويل على بساط الفطرة . حيث أن الساحة عليها دائرة رجس لا بد أن تجابهها دائرة تطهير . وإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع فيما روي عن يحيى بن آدم السلولي ، وكان قد شهد يوم حجة الوداع . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي مني وأنا منه ولا يودي عني إلا أنا أو علي " [2] ، فهذا الاعلان أيضا لا يحتاج إلى جدل طويل . لأنه من قماشة واحدة بدأت عندما نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ، لقد كانت البداية من هنا . ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم منذ البداية لعشيرته كما ورد في الحديث الصحيح " أيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي " [3] ، فلم يقم إليه أحد وقام علي بن أبي طالب وبايعه على ذلك . وليس هذا من قماشه حديث : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ، وذلك بعد أن اتسعت دائرة الضوء وفقا لحركة الدعوة . ثم ألا يتفق ذلك مع قماشة يوم تبليغ سورة براءة حيث قال النبي : " جاءني جبريل فقال ، لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " فما الغرابة إذن في فهم الموقف يوم حجة الوداع . حيث قال النبي : " علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " ، وجميع ذلك من نسيج قوله تعالى يوم المباهلة . ( وأنفسنا وأنفسكم ) . فإذا كان هذا البلاغ قد تم في حجة الوداع . وإذا كان في نفس الحجة قد نزل عشية يوم عرفة [4] ، قوله تعالى : ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا
[1] رواه أبو داود والنسائي أحمد ( البداية والنهاية 198 ، 199 / 5 ) . [2] رواه الترمذي وحسنه ( الجامع 662 / 5 ) والنسائي ( كنز العمال 172 / 1 ) . [3] أخرجه أحمد ( الفتح الرباني 121 / 23 ) والترمذي وقال حديث حسن ( الجامع 299 / 2 ) وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 357 / 5 . [4] رواه أحمد وابن جرير والضياء بسند صحيح ( كنز العمال 174 / 13 ) وقال في الفتح الرباني رواه أحمد وإسناده ص ( الفتح 224 / 23 ) .
173
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 173