نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 136
بعيد . فيه دليل على أنهم ليسوا عصاة . لأن العصاة يشفع لهم . وفي هؤلاء وغيرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثلي كمثل رجل استوقد نارا . فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي يقمن في النار يقعن فيها . وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها . فذلك مثلي ومثلكم . أنا آخذ بحجزكم عن النار . هلم عن النار ! هلم عن النار ! فتغلبوني فتقتحمون فيها [1] . إن الدعوة الخاتمة جاءت لتقيم حجتها وتذكر الناس بمخزون الفطرة وتدعوهم للتفكر في الآيات من حولهم وتسوقهم إلى الصراط المستقيم كي يتفادوا العقبات التي وضعها الشيطان ومؤسساته على الأرض وفي الأهواء . إن الشيطان دق أوتاد خيمة مهمتها عبادة السلف الصالح . ولقد سقط العديد داخل هذه الخيمة منذ فجر التاريخ وعلى هذه العبادة نشأت عبادة الأوثان . وعبادة السلف كانت سببا أساسيا في منع الباحثين والدارسين عن سلوك طريق العلم . لقد وجد الباحثون أن السلف كان ينتقد بعضه بعضا . بل يقتل من خالفه في الرأي من معاصريه . فلما جاء الخلف رفع راية تحرم النقد ولو كان للنقد جذور في كتاب الله . وعندئذ أغلق الباحثون والدارسون على أنفسهم الأبواب . وطويت صفحات العلم والمعرفة . وجرت الفتنة فلم تصب الذين ظلموا خاصة . بل تعدتهم إلى الحاضر والمستقبل . تلقي بالتعصب الذميم وتهلك ضحاياها في كل عصر . وتشد في كل وادي آلهة جدد . وما زال السؤال يجري : هل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه بأن يبلغ من بعده ويسوق الناس إلى صراط الله المستقيم . هل صرح الرسول باسم الخليفة من بعده ؟ أم كانت هناك رموز وإيماء وكناية وتعريض . وكان للرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك عذر لا نعلمه نحن . خشية من فساد الأمر أو إرجاف المنافقين . أم أن الرسول لم يوص ولم يصرح ولم تكن هناك رموز وإيماء . وترك أمته كي يسوقها معاوية وعمر بن العاص وبسر بن
[1] رواه البخاري كتاب الدعوات ( الصحيح 127 / 4 ) وأحمد والبيهقي والترمذي عن أبي هريرة . واللفظ لأحمد ( الفتح الرباني 284 / 21 ، وكنز العمال 177 / 1 ) .
136
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 136