نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 132
لكم ) [1] ، واسم الصحبة يطلب أيضا بين العاقل وبين البهيمة . فالعرب سموا الحمار صاحبا فقالوا : إن الحمار مع الحمار مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب وسموا الجماد مع الحي صاحبا فقالوا في السيف : زرت هندا وذاك غير اختيان * ومعي صاحب كتوم اللسان وأطلقت كلمة الصحابي على كل من أسلم في حياة النبي ولقيه مسلما . ومن هؤلاء المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون الذين كانوا يعملون على إحداث الاضطراب في المدينة . ومنهم الذين قال فيهم تعالى : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ) [2] ، وقوله : ( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) [3] ، وقوله : ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم ) [4] . فإذا كان في الصحابة من يبطن الكفر ويظهر الإيمان بنص الكتاب . فكيف يجوز الاقتداء بكل فرد منهم دون أن يوثق بإيمانه ويعرف صحة إسلامه ورسوخ عقيدته . لقد قال تعالى في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ) إلى قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجر عظيما ) [5] ، فقوله تعالى : " منهم " أي لو كان منهم من لم يؤمن أصلا كالمنافقين والذين في قلوبهم مرض . أو منهم الذي آمن أولا ثم أشرك وكفر كما في قوله تعالى : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى ) إلى قوله تعالى : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم
[1] سورة سبأ : الآية 46 . [2] سورة التوبة : الآية 61 . [3] سورة التوبة : الآية 58 . [4] سورة التوبة : الآية 64 . [5] سورة الفتح : الآية 29 .
132
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 132