نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 130
عبد الرحمن بن عوف [1] . بمن نقتدي بمن يأمر بقتل أهل الجنة أم بمن بقي من أهل الجنة . وما رأي المسلمين لو سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر يقول : اقتلوا أهل الشورى الذين روى بأنهم من أهل الجنة . فأي رضا وأي إجماع في الشورى ، وكيف يكون مختارا من تهدد بالقتل ؟ وبمن نقتدي بعثمان بن عفان أم بالذين خرجوا عليه وهم صحابة . وفيهم من ألب عليه . وفيهم من قال : " اقتلوا نعثلا فقد كفر " وفيهم من كان يلعنه كما سنبين ذلك في حينه . . . بمن نقتدي بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أم بالناكثين وفيهم صحابة . أم بالقاسطين وفيهم صحابة . أم بالمارقين وفيهم صحابة . أم بعلي بن أبي طالب ومن معه وهم صحابة . بمن نقتدي . بمعاوية ابن أبي سفيان أم بعمرو بن العاص وهما من الصحابة ؟ من المسؤول عن الدماء التي أريقت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بمدة قليلة . والذين كانوا في صدر المسؤولية جميعا من الصحابة ، ويبقى السؤال قائما . هل أوصى الرسول الأكرم لأحد أصحابه بأن يبلغ من بعده . أم ترك الأمة كهباء ضائع في خلاء بعد جهاد طويل في عالم الحرب والسياسة والنفس . هل تركها لتستقر بعد ذلك عند أقدام يزيد بن معاوية ومن على شاكلته . حيث تقطع رؤوس الذين آمنوا وتجلد ظهورهم بكل قسوة وبلا أدنى رحمة . وينتهي الأمر بأن تدخل الأمة في دوائر الذين سبقوها وتتبع سننهم شبرا بشبر وذراعا بذراع ؟ إن الذي يقول بذلك . يكون قد تساهل تساهلا كبيرا في حق الله وحق كتابه وحق رسوله . نحن لا نقلل من شأن الصحابة رضي الله عنهم . ولكن هناك حقيقة لا يجب أن نتعامى عنها : هي إن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب محبة أصحابه لطاعتهم لله . فإذا عصوا الله وتركوا ما أوجب محبتهم . فإن النبي لا يجامل أحدا . لقد قيل . أنه صلى الله عليه وسلم أشاد بالصحابة وأنهم كالنجوم وعلى الهدى . وليس معنى ذلك أن أهل الشام على هدى . وإنهم بهداهم حاربوا علي بن أبي طالب وأن قاتل عمار بن ياسر على هدى ، والصحيح