نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 116
بالباطل " [1] . قال المفسرون : إن أهم ما يقوم به المجتمع الإنساني على أساسه . هو الجهة المالية التي جعل الله لهم قياما . فجميع المآثم والمساوئ والجنايات والتعديات والمظالم تنتهي بالتحليل إما إلى فقر مفرط يدعو إلى اختلاس أموال الناس بالسرقة وقطع الطرق وقتل النفوس والبخس في الكيل والوزن والغصب وسائر التعديات المالية . وإما إلى غنى مفرط يدعو إلى الإتراف والإسراف في المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك وينتهي إلى الاسترسال في الشهوات وهتك الحرمات وبسط التسلط على أموال الناس وأعراضهم ونفوسهم . وتنتهي جميع هذه المفاسد التي ذكرناها . بالتحليل إلى ما يعرض من الاختلال على النظام الحاكم في حيازة الأموال واقتناء الثروة والأحكام المشرعة لتعديل الجهات المملكة المميزة لأخذ المال بالحق من أكله بالباطل فإذا اختل ذلك ، وأذعنت النفوس بإمكان القبض على ما تحتها من المال . فشى الفساد وشاع الانحطاط الأخلاقي في المجتمع وانقلب المحيط الإنساني إلى محيط حيواني لا هم له إلا بطنه وما دونها . ولا يملك فيه إرادة أحد بسياسة أو تربية . ولا تفقه فيه محكمة ولا إصغاء إلى موعظة . والأحبار والرهبان الذين تعود إليهم تربية الأمة وإصلاح المجتمع . كان أكثرهم يأكل أموال الناس بالباطل . لتظاهرهم بالزهد والتنسك . وعلى ظلام الباطن وزخرف الظاهر توغلوا في سبيل الباطل ومنعوا الناس عن سبيل الله . وسدوا الطريق على الحكومة الدينية العادلة التي غرضها إصلاح الناس . وتكوين مجتمع حي فعال يليق بالإنسان الفطري المتوجه إلى سعادته الفطرية . ولسد الطريق أمام هذه العقبة التي نفذ منها الشيطان . فرض الله تعالى لرسوله وأهل بيته المال الحق الطاهر ، ليواجه خط المال الباطل الدنس للذين يصدون عن سبيل الله ، ودائرة القربى الخاصة بسهم ذي القربى . دائرة واسعة بعض الشئ . فهي تشمل القيادة ومن حولها من بني هاشم ومن بني المطلب الذين كانوا