نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 59
وجند الشام المجندة تحت أمرته ، وخيراتها المكنوزة لحاجاته الشخصية . ويزيد هذا شاب سكير مشهور بخلاعته وقلة دينه ومجونه وتفاهته . ولكن ، وكما فرض نفسه على الأمة بالتغلب والقهر ، أراد أن يورثها لابنه باعتبارها جزءا " من ممتلكاته الخاصة ، وقدر معاوية أن أهل المدينة الذين يعرفون يزيدا " لن يقبلوه ، وبالتالي فستكون الفرصة ذهبية للقضاء التام على ما تبقى من المؤمنين . وبعد أن استخلف يزيد وعهد إليه ; أوصاه بأن يرسل مسلم بن عقبة إلى المدينة إذا ثار أهلها ، ويبدو واضحا " أن معاوية قد تفاهم مع مسلم بن عقبة على ما ينبغي فعله بأهل المدينة . مات معاوية ، وجرت ( مراسيم ) بيعة الخليفة الجديد يزيد مع مراسيم العزاء بموت الخليفة القديم معاوية ، وطلب من الحسين بن علي بن أبي طالب سبط النبي ، وابن علي ، أن يبايع يزيد ليكون حاكمه وإمامه وقائده ! وأهل المدينة يتفرجون لا يدفعون هذا الحرج عن سبط النبي لا بيد ولا بلسان ، فوعد الإمام أن ينظر في الطلب ، ولما أرخى الليل سدوله ودع الحسين جده ، وخرج بأهله ومن اتبعه من ذرية أخية وأبناء عمومته خائفا " ، وتوجه إلى مكة . وأحيط أهل مكة علما " بقدوم الحسين وأهله ، وبإصرار ولاة يزيد على أخذ البيعة منه فلم يحركوا ساكنا " ، بل نظروا إليه كزائر من زوار بيت الله الحرام ، وأمضى الحسين أياما " في مكة ثم توجه إلى العراق . وفي كربلاء كان جيش يزيد بانتظاره هو وأهل بيته ، كان جيش ( الخلافة ) قد تلقى أمرا " حاسما " بالحيلولة بين الحسين وأهل بيته ومن معه وبين الماء حتى يموتوا جميعا " عطشا " تماما " وولاة العراق ، وقادة جيش الخلافة الذي نهد ليذبح سبط النبي وأهل بيت النبوة أقل وأذل من أن يصدروا أمرا " بهذه الخطورة وأن ينفذوه على مسؤوليتهم ، بمعنى أن الخليفة الجديد ضالع من المؤامرة والمذبحة مثلها كان أبوه ضالعا " بها وشارك فيها الذين كتبوا للحسين ! وما يدل ذلك أنه لم تكن هنا لك ضرورة عسكرية للقتال ، فيمكن لجيش قوامه عشرون ألف مقاتل ، أو أربعة آلاف مقاتل ، أن يأسر ، وبكل سهولة ، رجلا " ومعه اثنان وسبعون شخصا " من أهل بيته وشيعته . لكن الوالي والجيش والخليفة الجديد والقديم ضالعون بالمذبحة ، وقد اتخذوا قرارها ، وهم ينفذونها فصلا " فصلا " . وبعد حصار طويل وبعد أن أشرف الحسين وأهل بيت النبوة وأطفال
59
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 59