نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 58
وزمن علي ، ولم يكتفوا بطمس النصوص الشرعية التي تبرز عليا " وأهل بيت النبوة وتؤكد حقهم في القيادة والمرجعية ، بل سخروا كل إمكانيات الدولة وطاقاتها الهائلة للتشكيك في هذه النصوص الشرعية ، ولاختلاق فضائل ونصوص نبوية لمعاوية وقادة البطون ما أنزل الله بها من سلطان ، وفرض هذه الفضائل والنصوص المختلفة على الناس وجعلها منهاجا " تربويا " وتعليميا " لرعايا دولة معاوية . وأبعد من ذلك فإن معاوية وقادة البطون صوروا عليا " بن أبي طالب في صورة الشيطان ( حاشاه ) وفرضوا على الرعية لعنه وسبه والتبرؤ منه ومن أهل بيت النبوة . وأصدر معاوية ، بوصفه سلطان المسلمين ، سلسلة من ( المراسيم الملكية ) عممت على كافة ولاته ، وفي كل أقاليم دولته ، أمرهم فيها بأن يمحوا من ديوان العطاء كل من يشتبهوا بموالاته لعلي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة ، وألا يقبلوا له شهادة ، وإن ظنوا بأن أحدا " من المسلمين يحب عليا " وأهل بيت النبوة فعليهم أن يهدموا داره وأن يقتلوه على الفور . فصارت كلمتا الكفر والزندقة أخف بمليون مرة من كلمة التشيع ، وصار الكفرة والزنادقة ملوكا " إذا ما قيسوا بالشيعة ، وصارت الانتماء إلى الشيعة من الجرائم الكبرى التي تعرض مرتكبها للقتل من دون محاكمة ، وعلى الشبهة ! وصارت هذه ( المراسيم ) جزءا " من المنهاج التربوي والتعليمي للدولة يتناقلها الناس ، جيلا " بعد جيل . وما يعنينا أن الفئة المؤمنة بحق أهل بيت النبوة بقيادة الأمة بقيت على إيمانها ، ولكنها أخفت هذا الإيمان في حرز منيع ، وكان هم الشيعة منصبا " بالدرجة الأولى والأخيرة على المحافظة على الحياة . فلم يعد بوسع أحد منهم أن يقول لخادمه بأنه من الشيعة . كم كان الواحد منهم يتستر على إيمانه تماما " كتستر مؤمن آل فرعون بل وأشد تسترا " ، لأن البديل الآخر هو الموت . وتركت الساحة لمعاوية ولبطون قريش لينجحوا في تحريف الحقائق بقوة الدولة وسلطانها ! لذلك تشبثت الشيعة بالحياة لا حرصا " عليها ، ولكن طمعا " بنقل الحقيقة من جيل إلى جيل وبيانها للناس ، وفاء بما أخذه الله على العلماء . المذبحة الكبرى لما شعر معاوية بدنو أجله ، وليتم بالصالحات أعماله ، أخذ يعد العدة ليستخلف ابنه يزيد من بعده ، وشجعه على ذلك تأييد البطون والمنافقين والمرتزقة
58
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 58