نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 60
النبي وبنانه على الموت عطشا " ، شن عمر بن سعد بن أبي وقاص هجوما " شاملا " وانجلى الهجوم عن قتل الحسين وأهل بيت النبوة وأسر بنات النبي وأطفاله . ولم يكتف ابن سعد بذلك بل أمر كوكبة من خيالته بأن يطأوا بخيولهم جثة الحسين وجثث أهل بيت النبوة ومن معهم ، وأن يقطعوا رؤوس القتلى ويحملوها على الرماح حتى يرى والي العراق والخليفة أفعال عمر بن سعد وبلاءه المجيد في سبيل عرش معاوية وابنه ! ورفعت الرؤوس ، وسيقت بنات النبي ، ولم تقع المذبحة إلا بعد أن أقام الحسين الحجة على القوم وبان لكل ذي عقل أن القوم أسفل من الكفرة ، وأنها أحقاد على محمد وعلي وبني هاشم وعملية ثأر لقتلى الأمويين في معركة بدر ، ولكن تحت خيمة الإسلام . وصدم العالم الإسلامي من هول ما جرى في كربلاء ، وانزعج أهل المدينة ، وتمردوا على يزيد . وعملا بوصية معاوية ، جهز الخليفة جيشا " من أهل الشام وسلم قيادته لمسلم بن عقبة ، وصل مسلم إلى المدينة ، وفي يوم واحد ، هو ( يوم الحرة ) قتل عشرة آلاف مسلم وأباح المدينة ثلاثة أيام لجيشه وربط خيوله في مسجد النبي ، وختم أعناق الصحابة ، وأخذ البيعة ممن تبقى من أهل المدينة على أنهم قول لأمير المؤمنين يزيد يتصرف بهم كما يتصرف السيد بعبيده ، إن شاء باعهم ، وإن شاء استخدمهم وإن شاء قتلهم ، يفعل بهم ما يشاء ! استسلمت الأمة لآل أبي سفيان بخاصة ولبني أمية بعامة ، وذاقت وبال أمرها بمعصيتها لنبيها وخذلانها أهل بيته الذين أمرها الله بتقديمهم فذبح الطغاة ساداتها ، ثم ذبحوا عامتها . ودخل حفيد أبي سفيان المدينة ردا " على دخول محمد لمكة ، ولكن تحت مظلة الإسلام ! نهج التشيع النهائي ، والفرقة الناجية : بعد المحن التي تعرض لها أهل بيت النبوة ، والتي جاوزت المدى في مذبحة كربلاء ، انسحب الإمام علي بن الحسين زين العابدين من الحياة السياسية وشكا بثه وحزنه لله تعالى بأدعية تهز مشاعر النفس البشرية ، وركز في الحياة العامة على العلم وتعليم الناس وإيصالهم إلى نبع علم النبوة الحقيقي . لقد تيقن الإمام أن وصول أهل بيت النبوة إلى منصب القيادة لا يحل مشاكل المسلمين الناجمة عن
60
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 60