responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 254


هنا لم يكن مشروعا " تولي أهل بيت النبوة وموالاتهم ، واعتبر بعض الخلفاء هذا التولي والموالاة جريمة من جرائم الخيانة العظمى يعاقب مرتكبها بالموت حتى ولو كان صحابيا " ، فهذا حجر بن عدي وجماعته من كبار الصحابة ، وهذا عمرو بن الحمق من شيوخ الصحابة ، ومع هذا قتلهم الخليفة معاوية بتهمة موالاة أهل بيت النبوة ! حتى أن حب أهل بيت النبوة كان من جرائم الخيانة العظمى ، يعاقب مرتكبها بالموت ، وهدم الدار وشطب الاسم من ديوان العطاء والأرزاق ، تجريده من حقوقه المدنية ! بحيث لا تقبل شهادة أبدا " [1] . وذلك في الوقت الذي كان يتمتع فيه موالي الخليفة ومحبيه بكل أنواع الحرية والنعيم ! ففكرة عدالة الصحابة كانت ستارا " لإكفاء إناء أهل بيت النبوة ، وللقضاء على منزلتهم الدينية ، ولتمييع مرجعيتهم ، وتجييرها للخليفة الغالب ولتوطيد سلطانه . ألم تر أن عليا " بن أبي طالب كان صحابيا " ، ومع هذا كانت لعنته واجبا " دينيا " فرضه الخليفة على كل أفراد رعيته وجماعاتها ! ثم قتل الصحابي علي ! ألم يكن حجر بن عدي صحابيا " ومن أجلاء الصحابة ؟ ! ألم يكن أصحابه كذلك ؟ ! ألم يكن عمرو بن الحمق صحابيا " ؟
لقد كانوا ، ولكنهم قتلوا بجرم عدم موالاة الخليفة وموالاة آل محمد !
فمن لا يوالي الخليفة الغالب - أيا " كان - ( ليس له بر يقيه ولا بحر ) ومصيره الموت حتى لو التجأ إلى الكعبة ! ألم يهدم الخليفة يزيد بن معاوية الكعبة على رؤوس معارضيه الذين احتموا بها ؟ ! ألم يهدم عبد الملك بن مروان الكعبة ، أيضا " ، على رؤوس الذين عارضوه واستجاروا بها ؟ ! ألم يربط مسلم بن عقبة خيله في مسجد الرسول نفسه ! ؟ ألم يستبح مدينة الرسول ثلاثا " ، ويولد جيشه ألف عذراء من غير زواج ؟ ! ألم يختم أعناق الصحابة ، ويأخذ منهم البيعة على أنهم خول وعبيد لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية ؟ ! وهذا معنى أن الولاء للخليفة وعدم الولاء لغيره - أهل البيت أو سواهم - يشكل القاعدة الحاكمة بجميع القواعد النافذة في مجتمع دولة الخلافة . وأي مكانة مقدسة لا تنجي أيا " كان ، فلا شئ يمنع من سم الحسن سبط الرسول ومن قتل الحسين سبط الرسول ، ومن قتل أبناء الرسول وأحفاده ،



[1] وقد وثقنا ذلك في كتابنا المواجهة .

254

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست